بعد عام ونصف من وعد دبيبة بتطويره.. ملعب طرابلس الدولي خارج الخدمة

0
215

لا يتوقف رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عن إطلاق الوعد، وخاصة في الأشهر الأولى من توليه رئاسة الحكومة، فلم يترك مناسبة أو خطاب أو تصريح إلا وأطلق فيه وعد بإصلاح أمر ما، بل إن عبد الحميد دبيبة، غالى وبالغ في وعوده بشكل أثار سخرية متابعيه داخل وخارج ليبيا.

وعود دبيبة رغم مبالغته فيها وعدم تنفيذ أي منها، إلا أنها تتوافق مع ما يحدث الآن في ليبيا، فقد رغب رئيس حكومة الوحدة، أن يجمع شعبية كبيرة في أولى أيامه بالحكومة، والهدف كان واضحا، زيادة أعداد مُناصريه قبل إجراء الانتخابات، ظنا منه أنه سيخوض غمار الانتخابات الرئاسية وينجح بعد خداعه ملايين الليبيين.

وعلى مدار الأيام السابقة، اجتاحت موجة من الغضب والانتقادات الشعب الليبي، بسبب التأخر الكبير في أعمال تطوير ستاد طرابلس الدولي، وعدم وجود أي ملعب صالح لاستقبال المباريات الدولية في ليبيا باستثناء ملعب شهداء بنينا في مدينة بنغازي، وهو أيضا ملعب أرضيته من العشب الصناعي.

تلك الأزمة أعادتنا إلى تصريحات سابقة مبالغ فيها من قبل رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد دبيبة، فقبل عام ونصف تقريبا، أجرى دبيبة جولة تفقدية لملعب طرابلس الدولي بالعاصمة الليبية، وقال نصا: “سنجعل ملعب طرابلس الدولي من الملاعب الأفضل عالميا”، فهو لم يعد بتطويره فقط، بل في وضعه ضمن الأفضل في العالم.

وخلال تلك الجولة التي يتذكرها الجميع، التقى برئيس جهاز تنمية وتطوير المراكز الإدارية، والفريق الفني لشركة الدعم للمقاولات والاستثمار العقاري، ووجههم باستئناف العمل بمشروع صيانة وتطوير ملعب طرابلس الدولي بعد استكمال إجراءاته التعاقدية.

ولكي يظهر دبيبة بمظهر القائد الحاسم في توجياته، شدد على أن الحكومة عكفت بشكل جاد في صيانة الملعب الدولي، وكلفت الجهاز بضرورة التعاقد بالتكليف المباشر، في إختيار شركة محلية قادرة على أن تنطلق مباشرة وذلك لأهمية المشروع، بعد استماعه لأهم الصعوبات التي تواجه انطلاق المشروع بشكل سريع، وتنفيذه بواصفات عالية.

وبعد استذكار وعود دبيبة وجولته الشهيرة للملعب وتوجيهاته الوردية، زادت حدة الانتقادات له ولحكومته، الأمر الذي دفع وكيل الوزارة لشؤون الرياضة، بزيارة ملعب طرابلس الدولي، بصحبة مدير إدارة المشروعات ومدير إدارة المتابعة، بتعليمات مباشرة من وزير الرياضة عبدالشفيع الجويفي، لمتابعة مراحل الصيانة والتحديث، التي تشمل أرضية الملعب والمدرجات وحجر تغيير الملابس والإضاءة وجميع المرافق الأخرى.

وأكد وكيل الوزارة على ضرورة تطبيق جميع الشروط والمعايير والمواصفات الدولية المعروفة، والتي من شأنها إظهار الملعب في أفضل صورة ممكنة.

ما يحدث في ليبيا من انهيار بالبنية التحتية الرياضية، أسوة بباقي القطاعات، عكس ما يحدث في عدد من الدولة العربية، فمنذ عدة أسابيع انتهت قطر من تنظيم نسخة مُبهرة من كأس العالم بملاعب مبهرة، وأظهرت قوة في البنية التحتية الرياضية، فضلا عن الخدمات التي أتاحتها للمشجعين القادمين من مختلف بقاع الأرض.

وقبل يوم فقط، نظمت دولة العراق، وهي الدولة التي عانت ومازالت تعاني من الأزمات الأمنية والسياسية، النسخة الـ 25 من كأس الخليج العربي “خليجي 25” في مدينة البصرة، وبحضور جيانى إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، في افتتاح مُبهر أيضا وبملاعب جاهزة وكأنها لا تعاني من أي أزمات.