هل عززت حكومة فتحي باشاغا الانقسام في ليبيا؟

0
136
فتحي باشاغا

 8 نوفمبر الشهر الجاري، قال رئيس الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب فتحي باشاغا، إن حكومته تسعى للدفع بجهود المصالحة وتوحيد البلاد وإنهاء الانقسام فيها.

وزعم باشاغا، خلال لقاءه رئيس وقيادات حزب الاتحاد الوطني في بنغازي، أن حكومته تعمل على استمرار المسار الديمقراطي ودعم الوصول لقاعدة دستورية لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في أقرب وقت.

تصريحات باشاغا حول إنهاء الانقسام متكررة، ولم يلتفت المرشح الرئاسي إلى أن حكومته قد تكون سببا في تعزيزه بدلا من إنهاءه، وهو أمر يراه الليبيون واضحاً. 

وبعدما كانت الأمور تتجه نحو الحل، زاد الاغلاق السياسي مجددا، ونشبت اشتباكات مسلحة راح ضحيتها عشرات الليبيين، درجة تهديد اتفاق وقف إطلاق النار والهدوء الحذر الذي تشهده العاصمة. 

المشهد في ليبيا عاد لما كان عليه قبل توقيع اتفاق جنيف 2020، فباشاغا الذي يتطلع لدخول العاصمة طرابلس يباشر عمل حكومته من مدينتي بنغازي وسرت، بميزانية ومؤسسات منقسمة بعدما اندمجت. 

فبسبب الانقسام حدث تضاربت القرارات وهو ما نتج عنه فوضى قرارات في الشارع الليبي، فكل من الحكومتين المتصارعتين يروج لنفسه أنه صاحب الشرعية ويصدر قرارات لا يعرف المواطن الالتزام بأي منها. 

عزز وجود حكومة باشاغا الانقسام السياسي، فبدلا من حل معضلة الانتخابات الليبية تحولت دفة المجتمع الدولي لحل الانقسام أولا وتشكيل حكومة موحدة، وهو ما منع حق الليبيين في اختيار من يمثلهم. 

الوضع الأمني هو الآخر صار على فوهة بركان ينفجر في أي وقت، فالأشهر الماضية شهدت اشتباكات عنيفة راح ضحيتها عشرات الليبيين وسقوط عشرات المصابين. 

باشاغا أيضاً قال إن بعض الليبيين يريدون استمرار الفوضى والانقسام في البلاد ويرون في ذلك مصلحة لهم، كما أن هناك وضعاً إقليمياً ودولياً لا يشجع على التقارب بين الليبيين أو المصالحة، بل استخدام ليبيا كورقة للتفاوض في مصالح أخرى، فهو حين هو نفسه ارتكب ذلك بـ 3 محاولات فاشلة لدخول العاصمة. 

ويرى مراقبون أنه بسبب ضبابية الأوضاع التي زادت بسبب حكومة باشاغا ستستمر الحلقة المفرغة التي يدور فيها الليبيون.