خارجية حكومة الوحدة بعيدة عن اللياقة الدبلوماسية: ضعف وأزمات

0
161

حالة من العبث والضعف تعيشها الدبلوماسية الليبية، في ظل مواقف متكررة كشفت عن ضعف وزيرة الخارجية والتعاون الدولي بحكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش. 

لا ضير لخارجية حكومة الوحدة في توريط ليبيا في أزمة دبلوماسية جديدة في سبيل محاولات رئيس الحكومة عبدالحميد دبيبة والمنقوش للحصول على دعم دولي، من شأنه تعزيز و١عهما وبقاءهما في السلطة. 

وحالياً، تلاحق الاتهامات حكومة الوحدة بشأن إبرام صفقة لإعادة فتح قضية لوكربي، من أجل الحصول على دعم دولي يضمن لما عمر أطول في السلطة، خاصة بعد أن خرجت معلومات تؤكد رغبة الحكومة في تسليم المواطن أبو عجيلة مسعود للسلطات الأمريكية من أجل محاكمته.

وفي 2021، تحدثت المنقوش، خلال مؤتمر صحفي، عن التعاون مع الجانب الأمريكي في قضية لوكربي التي تم غلقها قانونيا وسياسيا، وخرجت تلك التصريحات في الوقت الذي انطلقت فيه حملة شعبية ضد فتح هذا الملف.

وقالت وزيرة الخارجية، إن ليبيا يمكن أن تعمل مع الولايات المتحدة على تسليم رجل مطلوب في تفجير لوكربي عام 1988، وأن هناك نتائج إيجابية تشهدها قضية أبو عجيلة محمد مسعود، ويأتي ذلك مع إغلاق القضية رسمياً. 

والخميس، قرَّر وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس إلغاء زيارته إلى العاصمة الليبية، بعدما حطت طائرته في مطار معيتيقة الدولي بطرابلس على نحو مفاجئ، متجهاً إلى مدينة بنغازي.

ورفض ديندياس مغادرة الطائرة؛ اعتراضاً على وجود وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة، نجلاء المنقوش، في انتظاره، كونه طلب لقاء رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفى منفرادظ وهو ما وصفته المنقوش بأنه تصرف غير دبلوماسي. 

وقالت وسائل إعلام يونانية، إن ديندياس تفادى بذلك خطأ دبلوماسياً من جانب حكومة عبد الحميد الدبيبة.

وقال الوزير اليوناني: “ألغيتُ زيارتي إلى طرابلس؛ حيث كان من المقرر أن ألتقي رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي؛ لأن وزارة الخارجية خرقت اتفاقاً بعدم الاجتماع بها”؛ في إشارة إلى حكومة الوحدة، التي ترى اليونان أنها باتت منتهية الولاية.

وفي موقف آخر، وتحديدا خلال رئاسة ليبيا للجلسة الافتتاحية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية الأخيرة، انسحب وفد مصر برئاسة وزير الخارجية سامح شكري، احتجاجا على ترؤس نجلاء المنقوش لها. 

وتعتبر القاهرة أن ولاية حكومة عبد الحميد الدبيبة قد انتهت، وأوضح السفير أبو زيد أن هذا الموضوع كان محل نقاش في الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب قبل بدء الجلسة الرسمية.

ولم تلتزم حكومة دبيبة حدود اللياقة مع مصر، فسبق وسرب مسؤولون داخلها تسجيل صوتي لرئيسها ديبية، يشكك فيه في نزاهة القضاء المصري، خلال كواليس لقاء رسمي بين رؤساء حكومتي مصر وليبيا. 

وقال الدبيبة في التسجيل المسرب: “لا ترضوا بظلمنا ولا ترضوا بظلم شعبنا هذه أموال الشعب الليبي ولا يمكن بأي شكل من الأشكال أن نسكت عنها ونتركها تذهب سواء من المحاكم التي صدرت منها الأحكام أو من خلال بعض النصب والاحتيال من الليبيين أو من أي طرف ثاني”. 

وتحدث الدبيبة في التسجيل عن النزاع القضائي بين شركة الخرافي الكويتية والدولة الليبية والذي يعود لعام 2010 إثر سحب حكومة القذافي أرضا بمساحة 60 فدانا في منطقة تاجوراء بالعاصمة طرابلس كانت قد حصلت عليها الشركة الكويتية بحق انتفاع لمدة 90 عاماً.

كل هذه المواقف كشفت عن ضعف حكومة الوحدة في إدارة الدبلوماسية الليبية، تلك التي يشهد لها التاريخ بجسارتها وقوتها تجاه المواقف الدولية، حتى وصل الأمر لتجاوز حدود اللياقة الدبلوماسية وتوريط ليبيا في أزمات دولية.