المنفي في “قمة المناخ”: ليبيا من أكثر الدول حساسية للتغيرات المناخية

0
139

قال رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، اليوم الثلاثاء، إن ليبيا من أكثر الدول حساسية للتغيرات المناخية. 

وأشار خلال في كلمته خلال قمة الأمم المتحدة للمناخ “كوب-27” المنعقدة في مدينة شرم الشيخ المصرية، إلى بدء شح مياه الأمطار، وتراجعُ الموارد المائية في السنوات الأخيرة ينذر بموجات جفاف حادة، تزداد وتيرتها مع الوقت، كنتيجة لزيادة جفاف وملوحة التربة، وانخفاض خصوبتها بفقدان التربة السطحية، وتبخر المسطحات المائية الناتجة عن الأمطار الموسمية بوتيرة غير مسبوقة.

وأضاف، أن ذلك كله يحدث بفعل ارتفاع درجات الحرارة، وزحف الرمال والتصحر، فضلا عن انحسار الغطاء النباتي، الأمر الذي يؤثر على النشاط الرعوي وإنتاج الغذاء كما وكيفا. 

ولفت رئيس المجلس الرئاسي، إلى أن ليبيا هي من أكبر الدول المهددة من ارتفاع منسوب البحار، حيث تمتلك أطول ساحل لبلد أفريقي على حوض البحر الأبيض المتوسط، والذي يمتد بـأكثر من 1770 كيلومترا، ويمثل هذا الشريط الساحلي موطناً لأكثر من 95% من السكان.

وأشار إلى البدء في تفعيل عمل اللجنة الوطنية للتغير المناخي، ورفع مستويات الوعي بضرورة الانخراط مع المجتمع الدولي في دعم الجهود الرامية إلى وقف تداعيات التغير المناخي، والتخفيف من آثاره السلبية اجتماعياً واقتصادياً وبيئياً. 

ولفت إلى مشاركة ليبيا في أعمال مؤتمر الأطراف 26 في مدينة غلاسكو الأسكتلندية؛ لدفع العملية التفاوضية باتجاه تقليل معدل زيادة درجة حرارة الكوكب إلى ما دون 1.5 درجة مئوية، فضلا عن مصادقة ليبيا على اتفاقية باريس للمناخ، المبرمة في العام 2015.

وأكد المنفى استهداف المجلس الرئاسي لأن تكتسب ليبيا وجهها الحضاري الذي تستحقه، وتستعيد دورها الفاعل في محيطها الإقليمي والدولي، ملتزمة بتعهداتها، ماضية قدماً في تحقيق الأهداف العالمية للتنمية المستدامة، التي تضمن الحياة الكريمة للأجيال القادمة، وتحافظ على البيئة ومواردها الناضبة.

وأشار إلى أن الخطر البيئي يذكرنا بأن البشرية تواجه تحديات مشتركة، تتطلب نبذ الخلافات، والعمل الموحد الجاد؛ لإنقاذ الحياة على كوكب الأرض، موضحا أن ليبيا رغم ما تمر به من أزمة سياسية، تتطلب تركيز الجهود داخلياً، والعمل محلياً، إلا أنها لا تملك إلا أن تكون جزءا من هذا العالم. 

وأضاف المنفي، أن المجلس الرئاسي إذ يضطلع بالتزاماته الدولية تجاه البيئة والمناخ، الهجرة والاقتصاد، الأمن والسلام، فإنه يرسل رسالة إلى العالم عن شكل الدولة التي نطمح إلى بنائها، دولة مدنية منفتحة على العالم، تلتزم بالبرامج والمعاهدات الدولية، وعلى رأسها معاهدات وبرامج البيئة والمناخ، التي حرص المجلس الرئاسي الليبي على المشاركة فيها على مدى العامين السابقين.

ودعا رئيس المجلس الرئاسي إلى ضرورة أن يتطور إدراك الشعوب ويزداد عمقا، ويتأكد ارتباطه بشكل مباشر ووثيق بما نواجهه من تحديات حضارية واقتصادية ووجودية، قد تقوض فرص التنمية والاستثمار، وتحد من معدلات النمو الاقتصادي، لا سيما في الدول النامية، ذات الطابع الاقتصادي الزراعي والريعي، وذلك لصعوبة تعويض الموارد الطبيعية المفقودة، كنتيجة لتأثيرات التغير المناخي.