الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين.. هل يمكن وضع حد للإفلات من العقاب في ليبيا؟

0
190

يتعرض الصحفيين في ليبيا لعدة انتهاكات تصل في بعض الأحيان إلى التهديد والشروع في القتل، ولا يتمتعون بأدنى درجات حرية التعبير في العاصمة طرابلس بسبب القبضة التي تسيطر بها حكومة الوحدة، على كافة وسائل الإعلام وتمنعهم من ممارسة عمل الصحافة بحرية.

بالإضافة إلى بطش الميليشيات المسلحة الممولة من حكومة عبد الحميد دبيبة، والتي يمكن أن تنتقم من أي صحفي بسبب تصريح أو أي مقال لا ينال إعجابهم.

ويصادف اليوم الخميس، اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2013، بهدف محاسبة مرتكبين الجرائم ضد الصحفيين.

وبهذه المناسبة دعت البعثة الأممية لدى ليبيا السلطات الليبية إلى التحقيق الكامل في الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين والإعلاميين ومقاضاة مرتكبيها.

واستنكرت وقوع الصحفيين في ليبيا ضحايا لخطاب الكراهية أو الضرب أو الاعتقال أو الاختطاف أو الاختفاء أو القتل بسبب عملهم، مؤكدة حق الناس في الوصول إلى المعلومات.

وذكرت أنه في عامي 2021 و 2022، تم اختطاف واختفاء ثلاثة صحفيين على الأقل في ليبيا بين 36 يوماً و 10 أشهر. وتعرض ثلاثة آخرون، بينهم امرأة، للاعتداء على أيدي مسلحين أثناء إجراء مقابلات علنية. ولم يتم تقديم أي من الجناة إلى العدالة، مشيرة إلى ضرورة حماية الصحفيين بوصفهم حماة أساسيين لحرية التعبير عن الرأي.

من جهة أخرى طالبت 22 منظمة حقوقية ليبية، حماية الصحفيين الليبيين من الانتهاكات التي يتعرضون لها أثناء عملهم.

وقالت المنظمات في بيان مشترك، إن الصحفيين والإعلاميين الليبيين يتعرضون إلى العديد من الانتهاكات متفاوتة الخطورة، وصلت في بعض الأحيان إلى التهديد والشروع في القتل، بالإضافة إلى جملة من الانتهاكات الخطيرة الأخرى كالإخفاء القسري والاعتقال التعسفي والضرب والإيذاء والطرد التعسفي والمنع من العمل والهجمات والتصعيد ضد وسائل الإعلام وصولاً إلى الملاحقة القانونية والقضائية.

وذكرت أن هناك 29 اعتداء على الصحفيين ارتكبوا في الفترة من مايو 2020 إلى مايو 2021، و70 اعتداء في الفترة من 1 مايو 2019 إلى 30 أبريل 2020.

وأشارت إلى أنه بالرغم من تراجع عدد حالات الانتهاكات خلال العامين الماضيين، مقارنة بالسنوات السابقة، إلا أنه بسبب التهديدات المباشرة وغير المباشرة، أجبر العديد من الصحفيين إما لترك مهنة الصحافة أو مغادرة ليبيا بحثا عن مكان آمن.

ولم توفر حكومة الوحدة الحماية للصحفيين حتى يتمكنوا من أداء مهامهم، بل تهاجمهم وتعتدي عليهم، وهو ما حدث من وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء بحكومة الوحدة، عادل جمعة، في إحدى المؤتمرات الصحفية شهر سبتمبر الماضي، عندما وجهت إحدى الصحفيات سؤالاً مباشراً فكان الرد غير لائق وقوبل بالرفض والطرد.

ومن ضمن الحالات الشهيرة لانتهاكات الصحفيين في ليبيا، حالة الاختفاء القسري التي تعرض لها الصحفي زياد الورفلي، مراسل قناة الغد الفضائية، عقب انتهاء إحدى المؤتمرات الصحفية لرئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد دبيبة، بالعاصمة طرابلس.

وفي عام 2021 نشر موقع مراسلون بلا حدود تقريراً صنف فيه ليبيا في المرتبة الـ 165 على مستوى العالم في حرية الصحافة، وقال فيه إن ليبيا أصبحت بؤرة سوداء حقيقية على المستوى الإعلامي ولم يعد من السهل على الصحفيين تغطية ما يقع في البلاد بسبب سيطرة المليشيات والفوضى العارمة، واصفاً إياها ”بالطامة الكبرى”.