قمة الجزائر 31.. اتفاق عربي على ضرورة الحل السلمي في ليبيا وإخراج المرتزقة

0
214

شهدت اجتماع الدورة 31 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة بالجزائر، توافقاً عربياً حول ضرورة التوصل لحل سياسي في ليبيا، بعيداً عن التدخلات الأجنبية، وإخراج كافة المرتزقة والمقاتلين.


وأكد البيان الختامي لقمة الجزائر، على التضامن الكامل مع الشعب الليبي ودعم الجهود الهادفة لإنهاء الأزمة الليبية من خلال حل ليبي- ليبي يحفظ وحدة وسيادة ليبيا ويصون أمنها وأمن جوارها، ويحقق طموحات شعبها في الوصول إلى تنظيم الانتخابات في أسرع وقت ممكن لتحقيق الاستقرار السياسي الدائم.

رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، أكد ضرورة تبني موقف عربي موحد تجاه الأوضاع في ليبيا، وعلى رأسها رحيل جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية، ووقف التدخلات السلبية وغير البناءة، ودعم المسار الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة.


وأشار المنفي، خلال كلمته، إلى دور المجلس بمهمته في قيادة جهود المصالحة الوطنية؛ تمهيدًا لانتقال سلمي وديمقراطي للسلطة التشريعية والتنفيذية، عبر انتخابات برلمانية ورئاسية متلازمة، مثنياً على الجهود الإقليمية المصاحبة لعمل المجلس؛ من أجل إطلاق مشروع المصالحة الوطنية.


ورفض المنفي رهن مقدرات الشعب الليبي إلى أي آلية دولية، مهما كانت النيات الحسنة التي تقف وراءها، لكنه يتحقق بتوافق ليبي على ضرورة حياد المال العام، وأن الاستمرار في المراحل الانتقالية لا يُعبر عن تطلعات الشعب الليبي في بناء دولته.

وأكد المنفي، ضرورة أن يوظف أي حوار؛ لاستكمال تنفيذ خارطة الطريق المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي، وتحقيق هدفها في تعزيز الشرعية السياسية، عبر انتخابات برلمانية ورئاسية على أساس دستوري واضح.


ودعا الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، الدول العربية إلى دعم مساعي بلاده في ليبيا، للتوصل إلى تسوية سياسية في أسرع وقت، بقيادة وملكية ليبية، خصوصاً دون إملاءات خارجية، وصولاً إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة.


وحث السيسي على احترام مؤسسات الدولة الليبية وصلاحياتها وفق الاتفاقات المبرمة، مطالباً بخروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا، خلال مدى زمني محدد، وإعادة توحيد مؤسسات الدولة الليبية وحل الميليشيات، بما يحول دون تجدد المواجهات العسكرية، ويعيد للبلاد وحدتها وسيادتها واستقرارها.


وناشد الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون جميع الأطراف المتصارعة تبني لغة الحوار الشامل؛ لحل النزاعات بما فيها الوضع في ليبيا، مشيراً إلى أن الأزمات التي تشهدها بعض الدول الشقيقة مثل ليبيا وسوريا واليمن لا تزال تبحث عن سبيلها للحل.


وناشد الرئيس الجزائري، جميع الأطراف الداخلية والإقليمية والدولية إلى تفضيل الحوار الشامل والمصالحة الوطنية، بعيداً عن أي تدخل في الشؤون الداخلية، داعياً إلى حلول سياسية سلمية توافقية تمكن شعوبها من صياغة مستقبلها، وتحقيق تطلعاتها المشروعة في الحرية والكرامة، بما يضمن الحفاظ على سيادتها ووحدة شعوبها وسلامة أراضيها.

الأمر أكده رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق عبدالفتاح البرهان، مطالباً الأطراف الليبية بضرورة الجلوس إلى طاولة الحوار من أجل التوصل إلى قاعدة دستورية تعيد الأوضاع في البلاد إلى طبيعتها.


وأضاف في كلمته، أن السودان يثمن التواصل مع الأطراف الليبية المعنية من أجل استتباب الأمن والاستقرار في الجارة الشقيقة ليبيا، وصولًا إلى قاعدة دستورية تعيد الأوضاع إلى طبيعتها.


وأشار إلى أن السودان يعمل في هذا الصدد مع القيادات داخل ليبيا ودول الجوار الليبي، داعياً القادة العرب إلى حث كافة الأطراف الليبية على اللجوء إلى الحوار لحل الخلافات السياسية والتوافق على القاعدة الدستورية اللازمة لإجراء الانتخابات.


وقال الرئيس التونسي قيس سعيد، إن الوقت حان لتوحيد المواقف العربية حتى تستعيد ليبيا مكانتها وسوريا عافيتها ويستعيد اليمن سعادته، مشدداً على الحاجة إلى إرادة مشتركة حقيقية لإيجاد حلول مشتركة لتجاوز كل المشكلات.


ودعا سعيد، الليبيين إلى لم الشمل وتحقيق المصالحة الشاملة، مؤكدًا أن الحل لا يمكن أن يكون إلا ليبياً، وهو ما جرى التأكيد عليه في الجزائر خلال اجتماع آليات دول الجوار الليبي في شهر أغسطس 2021 وما تبعها من مشاورات دورية في تونس بداية العام الجاري.

وعلى هامش القمة، توافق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مع نظيره الجزائري عبدالمجيد تبون على ضرورة الدفع نحو عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا خلال أقرب وقت، إضافة إلى الحفاظ على المؤسسات الليبية الوطنية، وتحقيق الأمن والاستقرار، وصون وحدة وسيادة ليبيا، وتعزيز دور الجهات الأمنية في مكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة بها، وتعظيم الجهود الدولية لإخراج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة.


واتفق الرئيسان على أهمية تعزيز أطر التعاون والتنسيق بين البلدين الشقيقين فيما يتعلق بالأزمة الليبية، وجميع القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.