عامان على وفاة بوخمادة.. روح “الفهد الأسمر” باقية تقود الصاعقة الليبية

0
190

عامان على الرحيل، يتحاكى خلالهما الأبناء عن بطولات البطل، رجل المعارك، فهم الصحراء، أسد الميدان، بطل الصاعقة الليبية، الشهيد اللواء ونيس بوخمادة. 

ما تجمع أبناء الصاعقة الليبية يوماً إلا وذكروا اسمه، وأدوا التحية لصورته المعلقة في معسكراتهم، يقتبسون منها الكفاح وجسارة الأقوياء، وتنير لهم الميادين نحو المجد. 

اللواء بوخمادة، توفي قبل عامين، تاركاً وراءه حملاً ثقيلاً في معركة استعادة الوطن المنهوب، لكنه ترك أيضاً رجال لا يخشون أحد، حملوا الراية من بعده، ليظل علم ليبيا خفاقاً. 

ليس رجال الصاعقة وحدهم الذين يفتقدون بوخمادة، بل رجال الجيش الوطني بأكمله، فهو أحد الأعمدة التي قام عليها الجيش بعد أحداث فبراير 2011.

ذلك “الفهد الأسمر” قاد عملية توحيد كتائب القوات الخاصة (الصاعقة)، تحت راية الجيش الوطني الليبي، ليحقق انتصارات كبيرة في معارك الجيش الليبي ضد الإرهاب، خاصة تلك التي شهدتها بنغازي ودرنة، مع انطلاق عملية الكرامة 2014. 

وخاض معهم معارك شرسة ضد ميليشيا “أنصار الشريعة” وميليشيا “17 فبراير”، إضافة لمجلسي شوى بنغازي ودرنة والتي بايعت تنظيم داعش الإرهابي. 

حسم أسد الصاعقة كثير من المداهمات والعمليات في معارك بنغازي، على الرغم من استهداف معسكرات الصاعقة، فقد كانت تؤمن الميليشيات الإجرامية أن وجود بوخمادة وقواته حجر عثرة لا يمكن تجاوزه. 

في يناير 2018، أعلن أسد الصاعقة الليبية، اعتزام قواته الانتقال بكامل أفرادها وعتادها إلى كل محاور مدينة درنة لمواجهة الجماعات الإرهابية المتطرفة وتحريرها، لتنجح قواته مع التشكيلات المعاونة بالجيش الليبي في حسم المعركة. 

وحين تزايدت التحشيدات العسكرية حول مناطق الهلال النفطي (سرت والجفرة)، أمر بوخمادة بتسيير أرتالاً من قواته إلى منطقة الحقول النفطية لتأمينها من أي هجمات محتملة والحفاظ على مقدرات الليبيين. 

وفي يونيو ، وجه آمر القوات الخاصة اللواء ونيس بوخمادة، رسالة واضحة، من داخل المعسكر للمجندين حول ما يحدث على الأرض، قائلاً إن عناصر المشاة البحرية والضفادع البشرية وأفرادا من سرية حماية بني وليد، تتجه لمنطقة الحقول النفطية لتحصينها تحسباً لأي هجمات وتأمينها ضد التهديدات المحتملة مع اقتراب خطوط المواجهة من مدينة سرت.

وفي نفس الوقت الذي يؤدي فيه بوخمادة رسالته على أكمل وجه، طالب في يونيو الماضي، كافة الأجهزة الأمنية والشرطة باتخاذ كامل الإجراءات القانونية والإدارية ضد أي فرد أو وحدة تتبع القوات الخاصة يُثبت تدخله في شؤون الأراضي العامة والخاصة بما يحفظ حقوق الليبيين جميعاً، وفي إطار الحرص على ضبط وتنظيم عمل وحدات القوات الخاصة.

وشدد بوخمادة في كتاب وجهه إلى جميع وحدات القوات الخاصة على منع التدخل في شؤون هذه الأراضي ما لم تكن المعاملة صادرة من المكتب الاجتماعي التابع للقوات الخاصة، وبإشراف مباشر من آمر القوات وبتأشيرة من النيابة العامة أو المحامي العام.

وبالعودة للقرن الماضي، شارك بوخمادة، في حرب تشاد خلال الثمانينات وتقلد عدة مناصب بالقوات الخاصة الصاعقة، وصولاً إلى معارك الجيش ضد الإرهاب، حتى وافته المنية في 1 نوفمبر 2020 في إحدى مستشفيات مدينة بنغازي إثر وعكة صحية.