تركيا ترفع يدها عن باشاغا في ليبيا صراحةً.. محاولاته كلها “فاشلة”

0
185
تركيا ترفع يدها عن باشاغا في ليبيا صراحةً.. محاولاته كلها "فاشلة"

رغم كافة التعهدات والدفاع عن وجود الاحتلال التركي في غرب ليبيا، رفعت تركيا يدها عن رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب، بلا رجعة، وهو أمر كشفت عنه دلالات ومواقف اتخذتها أنقرة جميعها تصب في صالح رئيس حكومة الوحدة عبدالحميد دبيبة.


الأمر أعلنت عنه تركيا صراحة، خلال الشهر المنقضي، حيث أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، وقوف بلاده “دائماً” بجانب حكومة دبيبة واصفا إياها بصاحبة الشرعية في ليبيا.


وقال أوغلو، إن تركيا أبلغت رئيس الحكومة المكلف من مجلس النواب فتحي باشاغا أن الحكومة الشرعية الحالية هي حكومة دبيبة سواء أحبها أم لم يحبها، مدّعياً أهمية باشاغا بالنسبة إلى تركيا باعتباره كان الأكثر تعاوناً معها فيما يتعلق بحماية العاصمة طرابلس.


لم يقتصر الأمر على التصريح علانية، بل عززت تركيا تواجدها عبر اتفاقات مع حكومة دبيبة، وأعلنت عن مزيد التعاون مع السلطات الليبية في طرابلس، خاصة في المجال العسكري والدفاعي.


وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أكد خلال لقائه رئيس حكومة الوحدة قبل أيام، أن هدف تركيا يتمثل في المساهمة في تشكيل ليبيا التي تعيش بسلام واستقرار ومضمونة وحدة ترابها ووحدتها السياسية.


وشدد أكار على إصرار تركيا على مواصلة أنشطة التدريب والمساعدة والاستشارات العسكرية لدعم الأشقاء الليبيين.


وجاء ذلك بعد أيام من توقيع حكومة أردوغان ودبيبة اتفاقا للتنقيب عن النفط، أعقبه مواقف محلية وإقليمية غاضبة، وادعت حكومة باشاغا رفضه، وهو الأمر الذي لم يلتفت له الأتراك.
وعلى مدار أشهر، حاول باشاغا استجداء ود تركيا، بزيارات متكررة، للحصول على دعم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لإقناع الدبيبة بالتخلي عن السلطة، وتسليم مقراتها في العاصمة طرابلس.


ودافع باشاغا عن الوجود العسكري التركي في ليبيا، زاعماً أن القوات التركية التي استدعتها حكومة الوفاق الوطني السابقة موجودة في البلاد بشكل قانوني، “وأن أي وجود عسكري تحكمه اتفاقية أو مذكرة هي بالأساس مذكرة تفاهم. هذا نستطيع السيطرة عليه ونستطيع أن نطلب من هذه القوات أن نلغي الاتفاقية أو نطلب من هذه القوات مغادرة ليبيا”.


كل هذه التحركات تأتي ضمن محاولات للحصول على دعم دولي يمنحه شرعية في وجه دبيبة، مستغلاً بعض علاقاته في دول أوروبية، خاصة بريطانيا.


وكشف تقرير لصحيفة “صاندي تايمز” البريطانية، عن تفاصيل محاولة فاشلة لرئيس الحكومة المعين من قبل مجلس النواب فتحي باشاغا لإضفاء الشرعية على منصبه في بريطانيا، عن طريق شركات للرأي العام.


تقول الصحيفة، إنه تم الدفع لمارك فولبروك، عن طريق شركة الضغط “فولبروك ستراتيجيز”، لشن حملة أجنبية نيابة عن باشاغا، تستهدف الوزراء ومسؤولي “داونينغ ستريت” والدبلوماسيين.


وأوضحت أن الهدف كان الضغط على الحكومة للخروج عن الموقف الرسمي الذي تتبناه الأمم المتحدة والولايات المتحدة، والاعتراف بسلطة فتحي باشاغا.


الأمر أكدت صحيفة ذا غارديان، في تقرير آخر حول محاولات باشاغا للحصول على دعم بريطاني، قائلة إن حزب العمل، زعم أن منصب مارك فولبروك كرئيس لموظفي داونينج ستريت لم يعد قابلاً للاستمرار بعد أن تم الكشف عن أنه قبل تعيينه حاول تغيير السياسة الخارجية للمملكة المتحدة من خلال ترتيب لقاء وزيرين في الحكومة مع فتحي باشاغا.


ويرى مراقبون أن محاولات باشاغا لن تقتصر على هذا الحد، بل سيواصل رئيس الحكومة الضغط للحصول على دعم غربي، حتى لو تطلب الأمر عقد صفقات واتفاقيات تتيح للغربيين السيطرة على الثروات الليبية.


وحذر مراقبون من الإقبال على تلك الخطوة، وهو أمر ليس ببعيد، كون ذلك أمر منتشر بين المسؤوليين الليبين، فقبل أيام، وقع رئيس حكومة الوحدة المنتهية مذكرات تعاون مع تركيا للتنقيب عن النفط والغاز، وهو الأمر الذي واجهته تركيا بتأكيد دعمها لدبيبة، وأبلغت باشاغا نفسه بذلك.