رغم الإمكانيات والثروات.. ليبيا خارج التصنيف

0
329

لم تشفع الثروات التي تمتلكها ليبيا لها في أي تصنيف عالمي، فالأوضاع سيئة للغاية، درجة أنها حلت مؤخراً خارج تصنيف مؤشر إيكونمست امباكت للأمن الغذائي في تقريره لسنة 2022، بسبب عدم اهتمام الدولة بالمشاريع الزراعية وقطاع الزراعة بصفه عامة.

التصنيف لم يكن مخالفاً لتقديرات الأمم المتحدة، التي ترجح تفاقم الوضع الغذائي في ليبيا مع استمرار أزمة الاستقرار الحكومي وطول أمد حرب أوكرانيا وارتفاع سعر الحد الأدنى للإنفاق على سلة الغذاء بـ16 % منذ اندلاع الأزمة الروسية – الأوكرانية.

ووفق أحدث تقرير لبرنامج الأغذية العالمي، قال التقرير إن 13 % من الأسر الليبية لديها فجوة في الأمن الغذائي وإن سعر سلة الغذاء زاد بنحو 164 دولاراً منذ فبراير الماضي.

وقدر برنامج الأغذية العالمي عدد الليبيين الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية بنحو مليون و300 ألف شخص، 699 ألفاً منهم يعانون انعدام الأمن الغذائي وبعضهم يستفيد من مساعدات غذائية يشرف البرنامج على توزيعها شهرياً في عدد من المناطق.

وبلغ مجموع المستفيدين من مساعدات البرنامج الأممي في يونيو الماضي فقط 65989 شخصاً منهم 43992 تلميذاً و2950 مهاجراً من المقيمين في البلاد.

الأمر ليس بجديد، ففي تقرير سنوي لتقييم المخاطر العالمي نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية، حلت ليبيا في قائمة أخطر دول العالم التي يمكن زيارتها.

التصنيف الذي أعدته شركة غلوبال غارديان، وهي شركة متخصصة في مخاطر السفر، قيّم احتمالات التصعيد وتأثيراته المحتملة، وصنّف الدول تحت تصنيف “متطرف” و”مرتفع” و”متوسط” و “معتدل” و”منخفض”.

وجاء في قائمة الدول شديدة الخطورة: ليبيا، وأوكرانيا، وباكستان، وسوريا، والصومال، واليمن، وأفغانستان، وجمهورية إفريقيا الوسطى، وبوركينا فاسو، ويعني ذلك أنها تشهد صراعات نشطة، ولديها مستوى عالٍ من النشاط الإجرامي والاضطرابات المدنية، ومؤسساتها في هذه البلدان غير قادرة على إدارة الجماعات المسلحة أو الكوارث واسعة النطاق.

وقبل أيام، تسبب تصنيف الجامعات الليبية في صدمة كبيرة للشارع الليبي، بعيداً عن جامعة بنغازي، الجيد نسبياً بالنظر للجامعات الأخرى، حيث حلت في الترتيب 2401 عالميا، والمركز الــ90 عربيًا والمركز الـ71 إفريقياً، والمركز الأول محليًا، في تصنيف الويبوماتركس للنصف الثاني يوليو 2022، والذي تحصلت فيه جامعة طرابلس على المركز 3981 عالمياً، والثاني محلياً، وأحرزت جامعة مصراتة الترتيب 4010 عالميا، والثالث محلياً.

واعتبر الكاتب الصحفي، محمود المصراتي، خروج جامعة طرابلس من التصنيف الدولي للجامعات “خيبة وعار”، مشيراً إلى انحدار مستوى جامعة بنغازي في التصنيف إلى ترتيب يقع تحت ترتيب الصومال.

وقال المصراتي، عبر فيسبوك: “في مؤشر دولي لتصنيف الجامعات الذي كان اسم ليبيا يرد فيه بثلاثة جامعات على الأقل ، ها هي جامعة طرابلس قد خرجت هذا العام من التصنيف فيما انحذرت جامعة بنغازي إلى الحضيض تحت ترتيب الصومال”.

وأضاف: “كل هذا في حكومة أنفقت وزارة تعليمها العالي 1.5 مليار دينار أي ما يعادل أكثر من 300 مليون دولار في 9 أشهر و هذا هو نتاجها.. العار و لا شيء غير العار”.

ولم يكن هذا التنصيف الأخير، ففي يونيو الماضي، مثل تصنيف جودة التعليم الصادر عن منتدى دافوس صدمة كبيرة في ليبيا، حيث جاءت خارج التصنيف تماماً.

المثير في الأمر أن حكومة الوحدة المنتهية ولايتها، اكتفت بالتصريح بأنها تعمل على تشكيل لجنة لفحص المناهج الليبية وتوحيدها والتأكد من محتواها، وهو أمر متكرر في التعليق على الأزمات، ولا تتخذ هذه اللجان أي تصريحات.

ويعتمد مؤشر جودة التعليم الصادر عن منتدى دافوس على 12 معياراً لتصنيف الدول، من بينها ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠيمين الابتدائي وﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻲ والتكوين المهني وكفاءة سوق ﺍﻟﻌﻤﻞ وﺍﻟﺠﺎﻫﺰﻳﺔ ﺍﻟﺘﻜنوﻟﻮﺟﻴﺔ وغيرها من المعايير، جميعهم لم يتوفروا في ليبيا.