الغنوشي مهندس تحالف الإخوان و”القاعدة” لضرب سوريا وليبيا

0
244

تواصل النيابة العامة التونسية التحقيق مع زعيم حركة النهضة التونسية، ذراع جماعة الإخوان المسلمين، راشد الغنوشي، في قضية تسفير الشباب إلى سوريا وليبيا. 

وجاء القرار بعد الانتهاء من الاستماع إلى نائب الغنوشي في حركة النهضة، علي العريض، والتحفظ عليه على ذمة القضية. 

وتفتح تلك القضية الباب حول تحالفات وموائمات نفذها الغنوشي مع أطراف عدة، على رأسها الجماعات السلفية الجهادية. 

وزاد نفوذ السلفية الجهادية أكثر بعد انتخابات أكتوبر 2011 التي مكّنت حركة النهضة من الحكم، وشكلت حكومة الترويكا. 

وتزامن التوغل الإخواني والسيطرة مع توتر الأوضاع في سوريا وليبيا، حيث لجأ السلفيون الجهاديون لاستقطاب الشباب وتزيين “طريق الجهاد” إلى سوريا، بعد هجمات على أغلب المساجد وطرد الآئمة، على مرئى ومسمع من الحركة. 

وباتفاق مع حركة النهشة وزعيمها راشد الغنوشي، تم تقديم تسهيلات لهؤلاء الشباب على مستوى المناطق الحدودية، وعلى مستوى التمويل وعلى مستوى تسهيل استصدار جوازات سفر إلى ليبيا وسوريا على حد سواء. 

الأمر نفسه قادته حركة النهضة وشيوخها، وهو ما تأكده تصريحات رئيس جمعية التونسيين العالقين في الخارج محمد إقبال بن رجب خطب إمام جامع الفتح الشهير بقلب العاصمة التونسية، نور الدين الخادمي، عن القتال في سوريا، والذي أصبح فيما بعد وزيرا للشؤون الدينية في حكومة الترويكا التي تتزعمها النهضة، إضافة إلى تصريح موثق للقيادي بالنهضة الحبيب اللوز الذي قال فيه “لو كنت شابا لتوجهت للجهاد في سوريا”.

أوقفت السلطات التونسية الأسبوع الماضي الحبيب اللوز في إطار التحقيق في ملف التسفير، وهو الذي شغل منصب نائب عن حركة النهضة بالمجلس الوطني التأسيسي، وهو أحد أبرز أقطاب الجناح المتشدد داخل حركة النهضة أو ما يسمى إعلاميا “صقور النهضة”. 

ونشطت حركة تسفير الشباب التونسيين إلى بؤر التوتر في العالم العربي خلال فترة حكم الترويكا التي سيطرت عليها حركة النهضة بين أواخر عام 2011 وأوائل عام 2015.

ويرى مراقبون أن حركة النهضة أجادت توظيف الجماعات المتطرفة في مشاريعها الإقليمية التي انخرطت فيها مع شبيهاتها من الحركات الإخوانية في ليبيا وتركيا، وسوريا.

النائبة البرلمانية السابقة فاطمة المسدي (حركة نداء تونس)، قالت في تصريحات صحفية، إن حركة النهضة لعبت دورا مهما في ملف الجمعيات التي قامت بتمويل عمليات التحاق الشباب ببؤر التوتر.

وأصدر القضاء التونسي في يوليو الماضي إذناً بتجميد الحسابات البنكية والأرصدة المالية للغنوشي وعشرة أشخاص آخرين من عائلته وقيادات حزبه، في علاقة بالتحقيق في تهم من بينها غسيل أموال وتمويل الإرهاب في قضية جمعية “نماء تونس”.

وفي سبتمبر من سنة 2017، قدم رئيس المنظمة التونسية للأمن والمواطن عصام الدردوري، تقريرا للجنة التحقيق في شبكات التسفير، قال إنه تضمن وثائق “تؤكد تورط جهات رسمية تركية في تزوير جوازات سفر لإرهابيين لتسهيل سفرهم للقتال بسوريا.

وأبرز أيضا وجود أمنيين متورطين في استخراج جوازات سفر لإرهابيين دون الوثائق القانونية اللازمة لذلك ودون تثبت، مشيرا الى أن سنتي 2012 و2013 شهدتا قيام رحلات منظمة عبر شركة “سيفاكس” والشركة التركية الجوية وشركة الطيران التونسية لتركيا، حاملة إرهابيين إلى بؤر التوتر.

ولم تكن ليبيا بعيدة عن هذه التحالفات، فالتحالف الإخواني مع السلفية الجهادية شمل بالطبع الجماعة الليبية المقاتلة، ذراع تنظيم القاعدة الإرهابي، وزعيمها عبد الحكيم بلحاج. 

وقاد من يدعى أمير فيلق الأمة المهدي الحاراتي، نائب بلحاج، أمير المجلس العسكري لطرابلس آنذاك، المقاتلين الليبيين في سوريا لخدمة مشروع جماعة الإخوان في المنطقة، والذين عادوا فيما بعد مع مقاتلين تونسيين إلى ليبيا.

ومع الوقت، استغل الغنوشي تحالفه مع الجماعة الليبية المقاتلة، ذات الأيدلوجية السفية الجهادية، في تهريب السلاح والمقاتلين للغرب الليبي. 

وتعامل الغنوشي مع الوجود الإخواني في ليبيا على أنه قضية وجود للجماعة في شمال إفريقيا ككل، فدعم التواجد التركي في غرب ليبيا، وتورط في صفقات سلاح، جنى من وراء بعضها ثروة طائلة بلغت نحو مليار دولار.