هل ليبيا بداية نهاية الغنوشي؟

0
208

أسدلت الأزمة الليبية الستار عن الكثير من الوجوه على الساحة العربية، ممن أظهروا دعماً ظاهراً وآخر مخفي لحكومة الوفاق الليبي وحليفتها في الشر تركيا، ولعل أبرز تلك الوجوه هو رئيس البرلمان التونسي ورئيس حركة النهضة التونسية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، راشد الغنوشي، فتصرفاته ومواقفه تجاه ليبيا والصراع الدائر هناك، أصبح محل نقد من الجميع، حتى المقربين منه.

وأثارت مواقف “الغنوشي” سخط الجميع، المؤيدين والمعارضين، بعد أن أصبحت تلك المواقف بلاء على حركة النهضة نفسها، قبل أن تكون بلاءً على تونس كلها، خاصة بعد أن وجهت له بعض الاتهامات بالتحالف مع تركيا لإنقاذ إخوان ليبيا، وتعالت الأصوات المطالبة بالتحقيق معه ومساءلته حول ذلك في البرلمان التونسي، ليطرح مراقبون السؤال. هل أصبحت ليبيا بداية النهاية للغنوشي.

مطالبات بتنحي الغنوشي عن منصبه في حركة النهضة

 انعكس ما يفعله الغنوشي وتصرفاته فيما يتعلق بالأزمة الليبية على حركة النهضة وأثر بالسلب على أرضيتها في الشارع التونسي، فطالبه العديد من أعضاء الحركة، بالتنحي عن رئاستها قبل نهاية العام الجاري، وانتقد بعضهم انفراده بالقرارات واتخاذ مواقف بشكل منفرد دون العودة لباقي الأعضاء.

انشقاقات داخل “النهضة”

في الوقت نفسه، تسببت مواقف الغنوشي في حدوث انشقاقات داخل حركة النهضة، فطالبت جبهة تُدعى “الوحدة والتجديد”، تم تأسيسها من داخل الحركة نفسها لإحداث تغيير في السياسة العامة لها ومواقفها تجاه القضايا الدولية، بعقد مؤتمر الحركة قبل نهاية العام الجاري، خاصة بعد أن تعالت الأصوات التي تطالب الغنوشي بالتنحي عن منصبه كرئيس لها.

رفض الغنوشي عقد المؤتمر الذي طالبت به تلك الجبهة، على الرغم من أن مدة ولايته كرئيس لحركة النهضة كان من المفترض أن تنتهي في شهر مايو الجاري، إلا أنه أراد البقاء في المنصب، ولكنه علل ذلك بأن الظروف لا تسمح بانتقال قيادي في هذا الظرف الحساس الذي تمر به البلاد، في محاولة منه للبقاء في الحركة لتوجيهها لصالح التوجهات التي يتلقاها من تركيا ومن زعيمه أردوغان.

وأكدت تلك الجبهة، أنها الهدف من تأسيسها هو ضمان التداول القيادي في النهضة بما يسمح بتجديد دمائها ونخبتها استجابة لمتطلّبات الواقع وحاجيات البلاد.

تونس في وضع حرج بعد تهنئة الغنوشي للسراج لاستيلاءه على “الوطية”

الأمر زاد سوءا بالنسبة لراشد الغنوشي، خاصة بعد أن أجرى اتصالات هاتفيا برئيس حكومة الوفاق الليبي، فائز السراج، يهئنه فيه باستيلاءه على قاعدة الوطية الجوية، ليبعث برسالة واضحة بأن تونس اتخذت صف تركيا ودعمت موقفها فيما يحدث داخل الأراضي الليبية، وهو ما اعتبره البعض خيانة منه، وموقف حكومي تونسي للأوضاع في ليبيا.

7 أحزاب سياسية تونسية تدين مواقف الغنوشي في ليبيا

ازدادت شعلة الغضب داخل تونس من تصرفات الغنوشي المتعلقة بليبيا خاصة بعد تهنئته للسراج، وشهد البرلمان التونسي حالة من الغليان، فأصدرت 7 أحزاب سياسية بيان مشترك تدين فيه ذلك الاتصال الهاتفي والتهنئة، واعتبرته تجاوزاً للدولة وتوريطا لها في أمر ليس لها علاقة به، واعتبروه تفرد منه بموقف البرلمان دون الرجوع لباقي الأعضاء.

رئيسة حزب تونسي تقرر الاعتصام في البرلمان بعد رفض مسائلة الغنوشي

فيما أعلنت رئيسة حزب الدستوي الحر، عبير موسى، عن استمرار اعتصامها داخل البرلمان التونسي، بالإضافة إلى الدخول في إضراب جزئي عن الطعام، بعد أن رفض مكتب البرلمان عقد جلسة للتحقيق ومساءلة الغنوش حول تحركاته الدولية غير المعلنة وخاصة فيما يتعلق بالشأن الليبي، واتصالاته الخفية بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان, وتواطئه معه.

وأكدت عبير موسى، أنه تقرر توقيع عريضة شعبية لعقد جلسة مساءلة لراشد الغنوشي، والتمسك بسحب الثقة منه، ووضع حد لتغول الإخوان المسلمين في تونس لأن ذلك الأمر يهدد الأمن القومي التونسي.

هل استقالة “مورو” من منصبه كنائب أول لرئيس حركة النهضة مراوغة؟

أحدثت استقالة النائب الأول رئيس حركة النهضة ومرشح الإخوان المهزوم في الانتخابات الرئاسية التونسية، عبد الفتاح مورو، جدلاً واسعاً في الأوساط التونسية والعربية، ويرى البعض أن تلك الخطوة هي سقوط جديد للحركة في تونس وزلزال هز أرضية الإخوان في تونس، خاصة وأنه أحد مؤسسي حركة النهضة.

بينما يرى البعض أن تلك الخطوة ما هي إلا مناورة من جماعة الإخوان وحركة النهضة، بعد حالة السخط الشديدة التي سيطرت على أرجاء تونس بسبب مواقف رئيس الحركة راشد الغنوشي تجاه الأزمة الليبية وتواصله مع السلطات التركية بشكل خفي وتأزم وضعه في البرلمان التونسي.

فهل كانت استقالة عبد الفتاح مورو من منصبة مراوغة إخوانية؟