الغنوشي يمثل أمام النيابة.. ما مستقبل الإخوان في شمال أفريقيا؟

0
323

يبدو أن الخناق يضيق على جماعة الإخوان المسلمين في شتى بقاع الأرض، فبعد سنوات خططت فيها قيادات الجماعة للاستيلاء على حكم كل البلاد العربية والإسلامية بالمنطقة، كُشفت حقيقتهم وعلم الجميع بألاعيبهم، واستشعر الكثيرون خطورة وجودهم السام سياسيا ودينيا وحتى اقتصاديا.

فقدت جماعة الإخوان معاقلها بشكل متتابع ومتتالي في دول هامة ورئيسية في المنطقة، فأطيح بهم من مصر وتونس، وتبقت ليبيا كملاذ أخير لهم، يتمسكون بقوة بما حققوه منذ اندلاع أحداث فبراير 2011، على الرغم من المحاولات العديد من أبناء ليبيا الأبرار للإطاحة بهم لتحقيق الاستقرار المنشود.

ففي مصر، حكم الإخوان لمدة عام كامل، حصلوا فيه على فرصتهم كاملة في إدارة شئون البلاد، إلا أن تلك الفترة كانت الأحلك على المصريين، فدخل مصر الإرهابيين من كل بقاع الأرض، وانهارت البلاد اقتصاديا، وانقسم الشعب لقسمين، حتى أن البلاد كانت مقبلة على حرب أهلية لولا تدخل الجيش المصري.

صب الإخوان تركيزهم بشكل كامل على تونس وليبيا، ففي تونس توغلوا الحياة السياسية، حتى أنهم تمكنوا من السيطرة على البرلمان التونسي كأغلبية، فحصلوا بذلك على رخصة قانونية يمكنهم تمرير أو وقف أي تشريع أو قانون بشأنه أن يزعزع مملكتهم الجديدة ويطيح بهم من الصورة.

لم يستمروا طويلا على حالهم في تونس، فقد قام الرئيس التونسي قيس سعيد، بخطوة شديدة الجراءة للإطاحة بهم بعدما تسببوا في فساد الحياة السياسية، فحَل البرلمان، وألقى القبض على عدد من قيادات الجماعة، وطارد البعض الأخر، ووضعهم أسمائهم ضمن الممنوعين من مغادرة البلاد.

ضاق الخناق عليهم بشدة، حتى أن رئيس مجلس النواب الإخواني راشد الغنوشي، استدعته النيابة أمس، من أجل التحقيق معه اليوم في قضي متعلقة بشبكات تسفير ونقل الإرهابيين من أجل القتال في سوريا، كما سيمثل معه للتحقيق القيادي الإخواني علي العريض، حيث من المتوقع أن تصدر قرارات بإيقافات أخرى خلال الفترة القليلة القادمة.

تبقى للإخوان فرصة أخيرة أو محاولة أخيرة في معقلهم الأخير ليبيا، هم يسيطرون الآن على مجلس الدولة الاستشاري، ويتصدون من خلاله لأي محاولة من شأنها إحداث هدوء واستقرار في البلاد، كما أنهم يسيطرون على الميليشيات في غرب البلاد ويتحالفون معهم لتنفيذ مخططاتهم.

يرغب الإخوان من خلال تحكمهم في الميليشيات والجماعات المسلحة في العاصمة الليبية طرابلس ومحيطها من مدن تتبعها إداريا، أن تستمر حالة عدم الاستقرار لأطول فترة ممكنة باعتبارها البيئة الخصبة لتواجدهم إلا أن الجميع انتبه لما يخططون له، فهل تلقى جماعة الإخوان في ليبيا مصيرها في مصر وتونس؟