مصر تحرج حكومة دبيبة.. التفاصيل الكاملة لجلسة وزراء الخارجية العرب في القاهرة

0
435

تسببت وزارة الخارجية بحكومة الوحدة في أزمة سياسية في جامعة الدول العربية بعد تولي الوزيرة نجلاء المنقوش رئاسة أعمال الدورة الـ158 لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية خلفاً للبنان.

وانسحب وفد مصر من اجتماع وزراء الخارجية العرب برئاسة وزير الخارجية سامح شكري، احتجاجاً على تولي نجلاء المنقوش، التي انتهت ولاية حكومتها بموجب قرار مجلس النواب الليبي.

واكتفى الوفد المصري بحضور كلمة وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بو حبيب، كاملة بمقر الأمانة العامة خلال استعراض نتائج الدورة 157 والتي ترأستها لبنان، وفور صعود نجلاء المنقوش لترأس الجلسة، غادر مقر انعقاد الاجتماع.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد حافظ، إن الوفد المصري غادر اجتماع مجلس وزراء خارجية جامعة الدول العربية مع تولي وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة، نجلاء المنقوش، تحفظاً من مصر على تولي الرئاسة من ممثل حكومة منتهية ولايتها.

وجاء اختيار ليبيا لرئاسة الدورة 158 لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، وفق الترتيب الهجائي لأسماء الدول الأعضاء في الجامعة، واستناداً إلى نص المادة السادسة من النظام الداخلي لمجلس الجامعة.

وسبق لليبيا الاعتذار عن رئاسة مجلس جامعة الدول عدة مرات في السابق، لتطلعها تولي الرئاسة في ظروف أفضل مع تمسكها بحقها في الرئاسة وفقا للنظام الداخلي، وحسب الترتيب المعمول به.

من جهتها أكدت نجلاء المنقوش، على احترام موقف وزير الخارجية المصري سامح شكري، بالانسحاب من الجلسة، مشيرة إلى إن احترام موقفه لا يعني بالضرورة التوافق معه، لافتة إلى أنه “مخالف لميثاق الجامعة العربية، وتحديداً المادة الـ 8، ومخالف لقرارات مجلس الأمن”.

كما أكدت أن حضورها للقاهرة وترأسها لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية مدعوم دولياً بمواثيق دولية واتفاق جنيف والصخيرات وبرلين 1 و2، التي تقول إن حكومة الوحدة هي الحكومة الانتقالية الأخيرة وصولاً للانتخابات”.

على الجانب الآخر، أعربت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بالحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا، عن تقديرها لموقف مصر في اجتماع جامعة الدول العربية.

وقالت وزارة الخارجية في بيان، إن الموقف المصري أظهر احترام للشرعية الوطنية والتزاما بخيارات الأجسام المنتخبة ومناصرة لحق الليبيين في استرداد وامتلاك العملية السياسية.

 ودعت الخارجية في البيان كل الدول العربية الشقيقة إلى اتخاذ موقف مماثل، تتجسد فيه روح الأخوة ووحدة المصير وذلك من خلال احترام إرادة الليبيين وأجسامهم المنتخبة في اختيار حكومتهم الشرعية.

 كما دعت جامعة الدول العربية وأمانتها إلى فك الارتباط نهائياً بالحكومة السابقة المسماة حكومة الوحدة الوطنية، كونها منتهية الولاية ومسحوب منها ثقة مجلس النواب، وأن يقتصر حصراً التعامل مع الحكومة الليبية الشرعية.

مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق جمال بيومي، أكد أن مصر لا تعترف بشرعية حكومة الوحدة وتلتزم بموقفها المرحب لما اتخذه مجلس النواب من تكليف لحكومة فتحي باشاغا مارس الماضي.

وقال جمال بيومي، في تصريحات لصحيفة “الشاهد” الليبية، إن انسحاب وفد مصر من جلسة الاجتماع الوزاري العربي خلال ترؤس وزيرة خارجية حكومة الوحدة نجلاء المنقوش رسالة تعبر عن رفض القاهرة استمرار حكومة دبيبة في السلطة.

وأضاف أن الانسحاب المصري من الاجتماع الوزاري العربي إحراج لوزيرة حكومة دبيبة، وتأكيداً أن القاهرة ليست موافقة على تمثيلها لدولة ليبيا في الجامعة العربية.

وأشار مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق إلى أن حضور الوفد المصري لكلمة وزيرة خارجية حكومة الوحدة خلال ترؤس الجلسة هو اعتراف رسمي بها، لذلك قررت مصر الانسحاب.

ولفت إلى أن الجامعة العربية فشلت فنياً في منع وزيرة خارجية حكومة الوحدة من ترؤس الجلسة الوزارية العربية وهو ما دفع وفد مصر للانسحاب

ويرى مراقبون أن إقدام وزارة الخارجية بحكومة الوحدة على تولي رئاسة مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في عدم الاستقرار السياسي في ليبيا، هو محاولة لكسب تأييد دولي وشرعية لحكومة الوحدة على حساب الحكومة الليبية برئاسة فتحي باشاغا، التي منحها مجلس النواب الليبي ثقته في مارس الماضي.