عبد الحكيم بلحاج.. العائد من كهوف “تورا بورا” إلى ليبيا

0
399
عبد الحكيم بلحاج الجماعة الليبية طرابلس
عبد الحكيم بلحاج الجماعة الليبية طرابلس

قبل أيام، عاد زعيم الجماعة الليبية المقاتلة، المدرجة على قوائم الإرهاب بعدد من الدول العربية، عبد الحكيم بلحاج، بعد غياب 5 سنوات إلى ليبيا. 

الأمر الذي خلق حالة كبيرة من الجدل، كون التوقيت حرج للغاية، في ظل انقسام سياسي في الشارع الليبي وتصعيد مسلح في المنطقة الغربية. 

ووصل بلحاج إلى العاصمة طرابلس قادما من الدوحة، مساء الخميس، وكان في استقباله عدد من أنصاره وأقاربه ورفاقه بالجماعة الليبية المقاتلة، كما ظهر وهو في حماية مسلحين.

ويبدو أن بلحاج عاقد العزم على العودة للحياة السياسية، حيث دعا فور وصوله إلى الحوار ودعم المسار السلمي للخروج من الأزمة الراهنة، وقال إنه سيواصل عقد لقاءات مع كافة الفاعلين بالقضية الليبية بعيدا عن أي مصالح سياسية متعلقة بتقاسم السلطة، أو تهديد وحدة الليبيين. 

فمن هو عبد الحكيم بلحاج ليخلق كل هذا الجدل؟.. مرحلة ما قبل 2011 كفيلة بالإجابة على كل التخوفات والتساؤلات. 

ولد عبدالحكيم بلحاج في مدينة طرابلس يوم 1 مايو 1966، تم اعتقاله لأول مرة في ليبيا في عام 1984، وبعد يومين تم الإفراج عنه، بتهم التحريض على القذافي. 

درس الهندسة في في جامعة الفاتح وأكد أنه كان يحمل مسدساً أثناء دراسته بجامعة الفاتح، كأحد أعضاء الجماعات المتطرفة. 

شارك في ثمانينات القرن الماضي، فيما سمي الجهاد الأفغاني، وهناك قاتل ورفاقه بجانب عبد رب الرسول سياف، القيادي بتنظيم جماعة الإخوان المسلمين. 

أكد بلحاج أيضا أنه التقى بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن أثناء مكوثه أفغانستان، وفي عام 1993 وبعد حرب “السوفييت” انتقل 100 من رفاقه “سرايا المجاهدين” إلى السودان. 

قرر الدخول إلى ليبيا لمراقبة ودراسة ما يحدث هناك وبدأ بالعمل على “تقارير” لوضع خطة واستراتيجية عمل ضد نظام القذافي، وتمكن هو و30 شخصا من التسلل إلى ليبيا وبدأوا بتنفيذ الخطة.

حاول بلحاج ورفاقه اغتيال معمر القذافي أربع مرات، ولكن جميع المحاولات فشلت، من بين هذه المحاولات: الفندق الكبير في عام 1998، ومدينة البيضاء عام 1994 ومدينة درنة في شهر أغسطس من عام 1994. 

وفي عام 1995 تم الإعلان عن الجماعة الليبية المقاتلة، وفي عام 1996 غادر بلحاج السودان متوجها إلى تركيا بجواز مزور واسم مستعار، حيث مكث في تركيا لثلاثة أعوام وكان أمير الجماعة هناك.

وأثناء تواجد بلحاج في تركيا سافر إلى باكستان مرتين، وفي عام 2000 سافر بلحاج إلى كابول التقى بأسامة بن لادن في مدينة قندهار، وكان أبوحفص الموريتاني بجواره.

وفي عام 2000 انتقل بلحاج من تركيا إلى كراتشي، وفي عام 2002 خرج من باكستان إلى إيران، وفي هذه الفترة انتقل مئات المجاهدين العرب من أفغانستان إلى إيران، وعندما اعتقل بلحاج في إيران قال لهم إنه فلسطيني الأصل، بعدها دخل العراق وبقي هناك حتى فبراير من عام 2003.

بعدها سافر بلحاج إلى ماليزيا وبعدها الصين، بجواز مزور وباسم مستعار، لكن الصين طلبت منه مغادرة أراضيها. 

اعتقل بلحاج الذي اشتهر باسم عبد الله الصادق في ماليزيا فبراير عام 2004 عن طريق مكتب الجوازات والهجرة بتدخل من المخابرات الأمريكية ثم ترحيله إلى بانكوك للتحقيق معه من قبل وكالة المخابرات الأمريكية CIA. 

وبعد اعتقاله في غوانتانامو تم ترحيله إلى ليبيا في 2004، وبقي في السجن حتى عام 2010 وخرج بموجب عفو بعدما توسط له قيادات إخوانية أبرزها علي الصلابي ويوسف القرضاوي، وعثمان بن نعمان العضو السابق في الجماعة واقترحو عليه إعداد ما يسمي مراجعات فكرية، ظهر في مؤتمر صحفي برفقة قيادات الجماعة.

واعتذر حينها من نظام القذافي والدولة الليبية فأفرج عنه مع 214 من سجناء بوسليم في بادرة غير مسبوقة في تاريخ نظام القذافي، وبعد الإفراج عنه ألف كتاب “دراسات تصحيحية في مفاهيم الجهاد والحسبة والحكم على الناس”.

شارك بلحاج في أحداث 2011 التي أدت إلى إسقاط نظام القذافي حيث ظهر في باب العزيزية، وقدم بصفة قائد المجلس العسكري طرابلس آنذاك، وتحول سريعاً إلى ملياردير وقائد عسكري وسياسي بحكم دعمه لتيار الإخوان وانتمائه للجماعات المتطرفة، حيث ترأس حزب الوطن.

وتحوم الشبهات مؤخراً حول امتلاكه لشركة طيران خاصة به، ويمتلك عدة طائرات تؤمّن يومياً عشرات الرحلات بين طرابلس وعدة دول أخرى. 

وكان بالحاج في العامين 2012 و2013 المسؤول الأول عن نقل الإرهابيين وشحنات الأسلحة من داخل ليبيا الى الأراضي السورية لدعم الجماعات الإرهابية هناك، ومنذ سنوات لعب دوراً كبيراً في عمليات نقل المرتزقة إلى ليبيا. 

وامتلك قناة النبأ بدعم قطري تركي دعمت الإرهاب بشكل مباشر من خلال محاربتها للقوات المسلحة وتحريضها على النشطاء والإعلامين المطالبين بدولة القانون والمؤسسات. 

وتحدثت تقارير عن أن ثروة بلحاج، تتجاوز ملياري دولار وهو ما أكدته فرنسا وفق مصادر حكومية وإعلامية ومصادرها، مؤكدة في تقارير لها أن بلحاج أصبح واحداً من بين 100 ليبي اغتنوا بعد الثورة ضد نظام القذافي بثروة قدرها مليارا دولار.