هيئة المسرح والفنون بحكومة الدبيبة تهدد الفنانين بوزارة الداخلية

0
341
هيئة المسرح والفنون
هيئة المسرح والفنون

نشرت هيئة الخَيَالة والمسرح والفنون الليبية، مساء السبت، على صفحتها في موقع فيسبوك، بيان شديد اللهجة، تحذر فيه فناني ليبيا في العاصمة طرابلس من حضور أي أنشطة أوتجمعات ليست تحت إشراف الهيئة مباشرة، وأنه سيتم فض أي نشاط خاص عن طريق قوة من وزارة الداخلية، بحسب ما يخولها القانون من مجلس الوزراء في حكومة الوحدة الوطنية.

وأضافت الهيئة أنها ستحتفظ بحقها القانوني بمقاضاة أي فرد أو جهة خاصة تتعدى على اختصاصاتها وتقيم أي مناشط بدون موافقتها.

ولقى البيان استهجان العديد من الفنانين والروائيين والكتاب والصحفيين رداً على ما نشرته الهيئة، مهددة أنه سيتم إبلاغ وزارة الداخلية عن أي أحداث فنية يتم تنسيقها عن طريق أفراد أو جهات خاصة، والتي من شأنها إثارة الفوضى وزعزعة الاستقرار في تجمعات خارج إطار الدولة.

ولم توضح الهيئة عن أي تفاصيل يمكن أن تسببها نشاطات فنية قد تزعزع الاستقرار، على حد قولها.

وبعد أن سقط نظام العقيد معمر القذافي في عام 2011، عمت الفوضى البلاد بسبب غياب الدولة، وانتشار السلاح والميليشيات ذو التوجهات الإسلامية والإجرامية المختلفة.

تعرضت الكثير من الأحداث الفنية إلى هجوم مسلح من قبل ميليشيات إسلامية بحجة، تحريم الاختلاط بين النساء والرجال والدعوة إلى الانحلال الأخلاقي.

وفي لقاء لصحيفة الشاهد مع أحد الفنانين المعروفين في طرابلس، فضل عدم ذكر اسمه، تجنباً لأي جدل مع الهيئة، ومديرها الحالي محمد إمحمد البيوضي، قال: “هذا عبث وهو أمر متوقع عندما يكون رئيس الهيئة مقاتل مليشاوي لا باع له في الفن بكل أشكاله. لغة التهديد والسلاح هي كل ما يملك البيوضي”.

وقال موظف في الهيئة: “محمد البيوضي لا يفقه في الفن. أتى إلى المنصب بضغوط لتمثيل فئة معينة. عندما أتى إلى رئاسة الهيئة في حكومة الوفاق السابقة، كان يظن أن كلمة الخَيَالة، بفتح الخاء والياء، أن الكلمة تعني الخيل وقام بوضع صور الخيول في كل مكان داخل مكتبه”.

“أشعر بإحباط شديد أن أرى الفنانين أصحاب التاريخ المشرف في ليبيا مهملين عمداً من السلطات، وأن يتم تعيين هذا الشخص على رأس هيئة الخيالة والمسرح”، هذا ما أضافه الموظف في اتصال هاتفي مع صحيفة الشاهد.

وشارك البيوضي في حرب 2014، وكان بين مقاتلي مدينة مصراتة التي دعمت جماعة فجر ليبيا الإسلامية، ضد مدينة الزنتان، والتي انتهت بحرق مطار طرابلس الدولي وسيطرة الجماعات الإسلامية على العاصمة. نُشرت صورة للبيوضي وهو جالس تحت طائرة مدمرة وبيده سلاح كلاشنكوف.

وتم تعيين البيوضي عام 2015 رئيساً للهيئة ضمن اتفاق سياسي أُبرم في مدينة الصخيرات المغربية، بإشراف الأمم المتحدة حيث ولدت حكومة الوفاق الوطني. ومازال البيوضي في منصبه حتى بعد رحيل الحكومة السابقة ووصول حكومة الوحدة الوطنية في فبراير العام الماضي برئاسة عبدالحميد الدبيبة.

ومن بين التعليقات التي استنكرت تهديد الهيئة، ردت الأديبة الليبية رزان نعيم المغربي، على البيان، قائلة: “مساكين أنتم مالكمش لزمة من أصله، على أساس المسارح ودور العرض كل يوم نشاط، شوية خجل فقط، بيانكم حتى في أيام معمر ما صارش (لم يحدث)”

ومن جانبه طالب الصحفي علي خويلد، الهيئة بمسح المنشور على الفور؛ لأنه يعتبر “عار وغباء”، وسرعان ما ردت عليه الهيئة بلغة الاستهزاء: “”يا فنان يا محترم يا صحفي يا متألق يا مؤدب يا راقي، ليس هكذا الردود والتعليقات من إنسان راقي ومحسوب على الصحافة والفن والثقافة، فلقد خانك الادب والاحترام”.

وتساءل سالم أبوخشيم، مراسل وسيلة إعلام دولية، عن: أي قانون تستند إليه الهيئة في بيانها؟، مضيفاً: “ناهيك على أن لا علاقة لأي مؤسسة حكومية بنشاط المؤسسات الخاصة”.

وعللت الهيئة في بيانها أن طالما لا توجد نقابة للفنانين، معطلة ومغيبة،  تنظم عملهم وتعطي الاذونات لهذه الإجراءات يتوجب على كل من يرغب في إقامة منشط فني الرجوع لذوي الاختصاص، والقصد هو الرجوع فقط للهيئة”.

وتضمنت التعليقات أيضاً مجموعة من المطالبين بمستحقاتهم المالية المتأخرة،حيث طالب الشاعر الغنائي عبدالهادي الرايس في تعليقه على البيان بمستحقات مالية معطلة منذ 6 سنوات، وردت الهيئة أن الجميع “سيأخذ حقه قريبا”.

ويثبت ذلك تقارير ديوان المحاسبة في السنوات الماضية عن الأداء المالي للهيئة من أذونات صرف بمبالغ مالية كبيرة لغير العاملين في الهيئة، وشراء هواتف نقالة، والتكفل بمصاريف نزلاء في فنادق، دون صفة، وعدم إقفال الحسابات الختامية السنوية”.