الميليشيات والإخوان وتركيا.. ثالوث شيطاني في ليبيا حول 2021 من عام الأمل إلى الألم

0
251
الميليشيات والإخوان وتركيا

ثالوث شيطاني، أراد الإطاحة بالجميع من أجل مصالحه، بث سمومه في أرجاء ليبيا وجعل من الشياطين ملائكة، فارتدت الذئاب ثوب الخراف، وعاثت فساداً في أرجاء البلاد، ففسد كل شيء، وأصبحت بلاد “المختار” مرتعاً لمن لا مأوى لهم، ومأمناً للطامعين ومن خلت ذممهم من الوطنية، ليفتحوا أبواب وطنهم أمام المحتل.

الإخوان والأتراك وحلفاءهم، كانوا بمثابة “الجاثوم” الذي قَيد أياد الليبيين، وكبلهم بالهموم والمخاطر، فنشروا الفساد والقتل والبطش، لتظل ليبيا في حالة الفوضى، لتستكمل مسلسل بدأ منذ أكثر من 9 سنوات من انعدام الأمن والاستقرار، حتى تؤول ثروات ليبيا وخيراتها لهم بلا شريك أو منافس.

عام 2021، كان عام الأمل الذي انتظره الشعب الليبي، بل والشعوب المجاورة والمهتمة بالشأن الليبي وأزمته، فالانتخابات كانت على الأبواب، بعد مساعي حثيثة من الدول المعنية لإجرائها بنهاية هذا العام، فعُقدت المؤتمرات، وأقيمت الاجتماعات، وأجريت المشاورات، حتى تم الاتفاق على إجراءها، وبدأت الاستعدادات، إلا أن الثالوث الشيطاني كان له رأي آخر.

أبت تركيا أن تستقر ليبيا، فرفضت الانتخابات، بعد أن قررت أن تظل مرتزقتها في غرب البلاد، دون أن تنقل واحداً منهم إلا بلاده كما أرسلته لليبيا، واستمرت في دعمها اللامتناهي للجماعات المسلحة والميليشيات، فاستمرت حالة الفوضى وانتشرت وهددت كل ما تم الاتفاق عليه لتحقيق الاستقرار السياسي.

التحالف المُعلن بين تركيا وجماعة الإخوان، كان له تأثيره على سير الانتخابات، فقد أعلن أنصار تلك الجماعة في ليبيا وخارجها رفضهم لإجرائها في موعدها بحجة أنها غير قانونية وأن بعض المرشحين لا ينطبق عليهم الشروط، إلا أن تلك الجماعة نفسها أيدت عبد الحميد دبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية، وهو نفسه لا ينطبق عليه شروط الترشح.

وجماعة الإخوان هي المستفيدة الكبرى من حالة الانقسام التي تشهدها ليبيا، فالفوضى هي البيئة الخصبة والمناسبة لها الآن، بعد أن فقدت شعبيتها على الأرض، ويعلم أنصارها جيداً أنه حال ترشح أحدهم بالانتخابات لن يجدوا الدعم المرجو وسيتكون خسارتهم كبرى وسيتم إقصاءهم من المشهد السياسي.

أما الميليشيات، فآمريها هم أصحاب الكلمة في الغرب الليبي، واستقرار ليبيا سياسياً وعسكرياً وأمنياً يعني انتهاء مصالحهم وسيطرتهم، وبلغ الأمر بينهم إلى الاقتتال من أجل تحقيق السيطرة على الغرب، ومصالح الميليشيات لا تتسق مع مصالح الإخوان وتركيا، فهي تدعم الجماعة من ناحية، وتلقى دعماً من مخابرات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وصل ظلم الميليشيات وبطشهم، إلى الحد الذي قرروا فيه معارضة قرارات المجلس الرئاسي الليبي، بل وبلغ بهم الأمر إلى محاصرة مقر المجلس أكثر من مرة، بالإضافة إلى محاصرة مقرات حكومية رسمية ووزارات، والهدف من ذلك هو إظهار العين الحمراء أمام كل من يرفع رأسه أمامهم، خاصة وأن بعضهم يمتلك أسلحة حرب ثقيلة.