التجارة الحرام.. كيف علق الليبيون على بيع الكتاب المدرسي في السوق السوداء؟

0
930
الكتاب المدرسي في السوق السوداء.. لافتة أسعار تكشف معاناة طلاب ليبيا
الكتاب المدرسي في السوق السوداء.. لافتة أسعار تكشف معاناة طلاب ليبيا

يبدو أن الشارع الليبي أكثر سخطاً على وزارة التربية والتعليم وحكومة الوحدة الوطنية، في ظل أزمة الكتاب المدرسي القائمة وبيعه في السوق السوداء.

الأمر كشف عن ردود فعل رصدتها صحيفة الشاهد الليبية، عبر صفحتها على فيسبوك، تؤكد جميعها موجة من الغضب العارم ضد المسؤولين.

ورغم أن النيابة العامة أصدرت قرار حبس لوزير التعليم موسى المقريف احتياطياً، إلا أن ذلك لم يهدأ غضب الليبيين، فهم يريدون حل جذري للأزمة.

وكشف النائب العام الليبي، الصديق الصور، في بيان مساء أمس الاثنين، عن التهم التي وجهت لوزير التربية والتعليم الليبي موسى المقريف، وجاء في بيان النيابة: “إنه إزاء أزمة اقتناء الكتاب المدرسي، وما ترتب عنها من آثار صارت على تماس مع انتظام العملية التعليمية”.

ووجه النائب العام بمباشرة إجراءات التحقيق لغرض استجلاء الظروف والملابسات التي صاحبت إجراءات التعاقد على طباعة وتأمين الكتاب المدرسي من قبل جهة الإدارة واستيضاح الأسباب التي حالت دون توفيره في آجال لا تصطدم مع المواعيد المحددة لبداية السنة الدراسية وانتهائها.

من بين التعليقات لحساب باسم “الشكوة لغير الله مذلة”، قال: “نهاركم أحرف يا جردان جهلتوا صغارنا تعبتوهم خليتوا الصغار كرهوا الدراسة، شن ما زال ما درتوش يا قهاير حسبي الله ونعم الوكيل فيكم يا قطط السمان يا شداد الأفاق”.

بينما استطرد حساب باسم علي التومي: “والكهرباء بالأربع ساعات وعلا الذر بيقراء على ضوء خد المعلمين”، وأضاف حساب “Há M Âlmáhmôdy”: “معقولة الليبيين وصلوا للمرحلة هاذي.. حسبي الله ونعم الوكيل في من كان السبب”.

فيما أبدت “Coco Aisha” تخوفها من بيع كتب لديها دون الاستفادة بها في ظل فوضى السوق السوداء وسيطرة التجار على الكتب المدرسية، قائلة: “عندي كتابات صغاري نبي نعطيهم خايفة تجيني وحدة تاخدهم وتبيعهم”، وهو ما أكده حساب باسم “سعيد الجويفي”: “المتاجرة وصلت للكتب المدرسية.. الله المستعان”.

وتعجز حكومة الوحدة الوطنية، عن توفير الكتاب المدرسي، رغم أن إجمالي مخصصات قطاع التربية والتعليم وحده أكثر من 8.65 مليار دينار ليبي، حددت في يونيو الماضي.

وأول أمس كشف وزير التربية والتعليم موسى المقريف، عن أسباب تأخر طباعة الكتاب المدرسي، مع توجه الأسر لتصوير المناهج التعليمية، مشيراً إلى تأخر الميزانيات المخصصة لوزارة التعليم، قبل أن يصدر تفويض مالي في شهر سبتمبر الماضي لطباعة الكتاب المدرسي، بالإضافة إلى الإجراءات المتخذة من قبل الوزارة، من أجل الابتعاد عن التكليف المباشر لما يشوبه من شبهات.

وأحال وزير التعليم مراسلة إلى رئاسة الوزارة لمنح الإذن بالتعاقد، وبالفعل صدر قرار، ثم جرى تشكيل لجنة عطاءات والتي بدورها طلبت تشكيل لجنة فنية لزيارة الشركات المعنية بالطباعة.

الأمر بالطبع غير مبرر، يقول حساب باسم : “أم مصطفى”: “حسبي الله ونعم الوكيل حتى مستقبل لعيال برمتوا عليه زقوم وتصرفوهن على صحتكم وصحة ضناكم”.

وتساءل حساب باسم “Adel Adel” عن مصادر الكتب الدراسية بالسوق السوداء: “السؤال من وين تحصلو عليها، لو دولة حق راهى تابعت الموضوع وحطتهم في السجن اللى نهبوا فلوس الكتب واللى سربوا الكتب وباعوها لكن فيك يا وداي”.

ولفت حساب يسمى “Faraj Al Masaudi” إلى شكل الكتاب الدراسي بالسوق السوداء: “شكلهم ملف (بي دي إف) مطبوع ومجلد كمذكرة، لماذا لا تزود الحكومة المدارس بطابعات وورق وتطبع وتجلد لتلاميذها؟! حتي تنتهي الأزمة”.

وأردف حساب “دنيا الأمل”: “لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم من نوعية هالبشر اللي يتاجروا بالكتب وبالعلم وبأطفال وشباب تبهدلوا أماليهم في البحت بين المكاتب على تصوير المناهج هذا وين صار حتي في الصومال ما فيش منه أصبحنا مضحكه قدام الدول”.

وقبل أسابيع بدأ العام الدراسي في ليبيا، وانتظم الطلاب، لكن لا تزال أزمة اختفاء الكتاب المدرسي تراوح مكانها، حيث لم يستلم أكثر من مليون ونصف طالب كتبهم في جميع المراحل بعد.

وخلقت أزمة عدم توفير الكتاب المدرسي من الجهات المعنية (الحكومة ووزارة التربية والتعليم)؛ حالة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أن بعض النشطاء تناقلوا صوراً لأسعار طباعة الكتب المدرسية في بعض المكاتب والتي وصلت إلى 130 ديناراً ليبيا للكتاب الواحد.

وانتشرت لافتات أسعار الكتب المدرسية المطبوعة بالمكاتب والتي تناقلت بصورة هائلة على مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي أكد معاناة الطالب الليبي وأولياء الأمور، حيث يتطلب توفير ما لا يقل عن 500 ديناراً ليبياً لكل طالب لطباعة 5 كتب خاصة بإحدى المراحل التعليمية؛ وهو ما يضع الحكومة في حرج، حيث وفرت أغلب الحكومات السابقة الكتاب قبل بدء العام الدراسي.