ميليشيات تسيطر ومسؤولون يهربون.. هذا ما شهدته طرابلس في 24 ساعة

0
200

مشاهد مُتكررة وأحداث مُعادة، فلا جديد يُذكر في ليبيا، ميليشيات تسيطر، وسُلطة مؤقتة مُذبذبة غير قادرة على مواجهة المسلحين، فزادت الدولة تفككاً، وتلاشت آمال الاستقرار التي بُنيت بعد أن أعدت ليبيا بأكملها نفسها لإجراء انتخابات تفتح أفاقاً جديدة وتُنهي حقبة من الألم.

وأمس قامت ميليشيات مسلحة، لا تتبع أي جهة رسمية في البلاد، بالانتشار بشكل موسع بشوارع العاصمة الليبية طرابلس، وحاصرت مقر المجلس الرئاسي والحكومة، في مشهد عبثي ينم عما يدور الآن في ليبيا، ويعكس حجم المأساة التي تعاني من البلاد.

ووردت أنباء عن إخلاء بعض المقرات الحكومية في العاصمة الليبية طرابلس ونقل رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي لمكان آمن بعد ورود معلومات عن اقتحام منازلهم من قبل ميليشيات مسلحة.

وقبل ساعات قليلة من الفوضى التي سببتها الميليشيات بالعاصمة وحصارها للمقرات السيادية والحكومية في ليبيا، أصدر المجلس الرئاسي الليبي، قراراً بإقالة آمر منطقة طرابلس العسكرية، اللواء عبد الباسط مروان، وتكليف العميد عبدالقادر خليفة، بالمنصب بدلاً منه، وهو ما أشعل فتيل الخلاف والأزمة.

انتهزت الميليشيات وآمروها الفرصة، حتى يعرقلوا الانتخابات، ويمنعون إقامتها كما خططوا وكما أعلنوا من قبل رفضهم لها، خاصة وأن استكمال الاستحقاق الانتخابي في موعده، بمثابة ضربة قاتلة لهم ولمن يحركهم، لأنه حال وصول سلطة جديدة على رأس البلاد، أول إجراء سيتم اتخاذه نزع السلاح منهم وتسريحهم أو دمجهم بمؤسسات الدولة العسكرية.

ليبيا وعلى مدار عقد كامل، لا تعرف معنى الأمن على يد هؤلاء، أراد من خطط لتفكيك ليبيا وتقسيمها، أن تعم الفوضى البلاد، فنشر السلاح في أيادي المواطنين، حتى باتت الرصاص يُباع على الأرصفة، والأسلحة تتداول بين الناس كالخبز والماء.

غاب صوت العدل والحق، وأصبحت الغلبة لمن يملك السلاح الأقوى ومُسلحين أكثر، فانتشر القتل والسلب والنهب والخطف والاغتيالات، ووسط ذلك كله، يعاني الشعب ويُطحن بين رُحى المصالح الخارجية والمطامع الداخلية.