مجازر وإرهاب واحتلال.. ليبيا في 10 سنوات بعد مقتل القذافي

0
498
القذافي

تمر اليوم الذكرى العاشرة، لمقتل العقيد الليبي، معمر القذافي، في ظروف غامضة بمدينة سرت.

ظن الليبيين بعد اندلاع أحداث فبراير عام2011 وموت القذافي بعد 8 شهور من الانتفاضة، أنهم سيتمكنون من إقامة دولة ديمقراطية وحرة.

إلا أن الواقع كان أليماً، فبعد سقوط نظام القذافي، انهارت الدولة الليبية، وسقطت جميع مؤسساتها وباتت مرتع للميليشيات والجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية، ومؤخراً أصبحت تحت الاحتلال التركي.

وعلى مدار العشر سنوات المنصرمة ارتكبت على الأراضي الليبية أبشع الجرائم، ففضلاً عن الصراعات المسلحة بين الميليشيات التي انتشرت في ليبيا وراح ضحيتها الآلاف من المدنيين الأبرياء، وقعت العديد من الجرائم طالت البعثات الدبلوماسية والمواطنين الأجانب والمقرات الحكومية ودمرت البنية التحتية في البلاد.

ففي عام 2012 هاجمت مجموعة مسلحة في مدينة بنغازي الليبية السفارة الأمريكية وقتل السفير كريستوفر ستيفنز، واثنين آخرين.

وفي نفس العام اجتاحت الميليشيات مدينة بني وليد بأوامر من المؤتمر الوطني لدعمهم نظام القذافي السابق، فقتلوا المدنيين وشردوا أهلها ودمروا منازلهم.

وفي عام 2014 كانت أكبر الكوارث التي حدثت في ليبيا والتي تعاني منها حتى الآن، عندما وقعت عملية “فجر ليبيا” الإجرامية والتي جاءت نتيجة رفض جماعة الإخوان لنتائج الانتخابات البرلمانية، ودمر بسببها مطار طرابلس وأحدثت انقسام في ليبيا بين الشرق والغرب.

تغول الميليشيات في غرب ليبيا والفوضى الأمنية وغياب الدولة مهد الطريق لدخول تنظيم داعش إلى ليبيا، والذي أعلن في عام 2014 عن إنشاء أول إمارة له في درنة، وبدء يعيث في الأرض فساداً ويرتكب العديد من الجرائم كان من أبرزها ذبح 21 قبطياً مصرياً في سرت عام 2015.

مجزرة سجن الرويمي في طرابلس، ومجزرة براك الشاطئ، واغتيال ضباط الجيش والشرطة، تفجيرات انتحارية، عمليات قتل وخطف واختفاء قسري، وسرقة وسلب ونهب وجرائم لا حصر لها ارتكبت في ليبيا على مدار العشر سنوات الماضية دمرت البلد الغني بالنفط، وبات أهلها محرومين حتى من الخدمات الأساسية في الحياة كالكهرباء والماء والوقود والسيولة النقدية.

وما زاد من سوء الأمر دخول الاحتلال التركي إلى الأراضي الليبية الذي جلبته حكومة الوفاق المنتهية ولايتها في أواخر عام 2019 للحفاظ على بقائها في السلطة.

جلب الاحتلال التركي لليبيا آلاف المرتزقة السوريين للدفع بهم في مواجهات ضد الجيش الوطني الليبي، وأصبحوا شوكة أخرى في ظهر الليبيين، والذين أصبحوا الآن يناشدون المجتمع الدولي ويعقدون المؤتمرات لإخراجهم من ليبيا.