تمر علينا اليوم الذكرى السابعة لإحدى أهم المعارك التي خاضها الجيش الليبي عبر تاريخه، يوم من أيام الله، عندما هب رجاله لتحرير تراب وطنهم من دنس الإرهاب والمتطرفين، ليسطروا مجداً جديداً في قائمة الأمجاد التي تزين بها تاريخ كفاح هذا البلد وهذا الشعب، الذي خرج من بينه خير المجاهدين.
سيستمر الليبييون في ذكر هذا اليوم، وروي حكاياته وتفاصيله لأبنائهم وأحفادهم، لتترسخ في عقولهم ما قدمته قواتهم المسلحة وأبطال جيشهم الوطني لبلادهم،، فكانت معركة بنينا، حينما كَبد الجيش الليبي الإرهاب خسائر فادحة، وطردهم شر طردة من المدينة.
“أم المعارك” اسم أطلق على هذه الحرب، نظراً لحدة وشدة القتال الذي شهدته، حيث شن الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، حرباً ضروس على الإرهاب في شرق البلاد لتحرير مدنها، ففتح الجيش باباً من الجحيم على مسلحي مجلس شورى ثوار بنغازي.
استخدمت كافة الأسلحة في تلك الحرب، الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، وتمكن الجيش الليبي من حسمها بعد أشهر من القتال الطويل، أظهر فيه مرابطو القوات المسلحة الليبية بسالة نادرة، فلم يسمحوا للمتطرفين بإحكام سيطرتهم على مطار بنينا، وقاعدة بنينا الجوية.
أراد مسلحو تلك الحركات، السيطرة على بنينا بهدف السيطرة على مطارين، أحدهما مدني والآخر عسكري، بالتزامن مع هجوم “فجر ليبيا” على مطار طرابلس وقاعدة معيتيقة، ما يعني أنه كان هناك تنسيقاً بين الميليشيات الإرهابية للسيطرة على تلك المناطق الإستراتيجية.
بدأت المعركة في مايو 2014 بين الجيش الليبي ومجموعات متطرفة، وخلال تلك الفترة، وصل عدد الهجمات الإرهابية على المطار إلى 11 هجوم منذ الأول من سبتمبر 2014. وكان المطار قد أغلق منذ أن بدأت معركة عملية الكرامة في مايو 2014.
كادت الأوضاع أن تنقلب رأساً على عقب خلال المعركة، بعدما تراجعت قوات الجيش، أمام أعداد المتطرفين الكبيرة، حيث تخطت أعدادهم حينها الـ 7000 عنصر بين ليبيين وأجانب، منهم مصريين وتونسيين وسوريين وحتى آخرين من وسط أفريقيا وآسيا وأوروبا بما فيهم مهاجرين مغاربة وجزائريين يحملون الجنسية الفرنسية والبلجيكية.
ووفقاً لما تم حصره، فبلغ عدد القتلى في الحرب، لـ 634 من المدنيين والعسكريين، بالإضافة إلى مقتل عدد كبير من قادة مجلس شورى بنغازي، من بينهم يحيى المقصبي، وسليم نبوس، وقائد تنظيم أنصار الشريعة محمد الزهاوي المكنى بأبو مصعب.
أما اليوم، تغير الحال بفضل الجيش الوطني الليبي، فأصبحت بنينا وجهة الوفود السياسية والرياضية والدبلوماسية، بعد أن كانت مقراً للمتطرفين الذي حضروا من كل حدب وصوب، ليؤسسوا دولتهم المتطرفة في ليبيا.