ذكرى تأسيس الجيش.. تاريخ نسجه السنوسي وجسده الأبناء دفاعاً عن تراب ليبيا

0
531
الجيش الليبي

تاريخ تَخلله الألماس والذهب، سَطره أبناء ليبيا في مواجهة المعتدين والبغاة، فلا هم يوماً استسلموا لأمر واقع، ولا كانوا لقمة صائغة بين أنياب الطامعين، عقودُ وعقود من الجهاد والكفاح، كُللت بتأسيس الجيش الليبي، الذي كان ومازال شوكة في حلوق الناهبين وأصحاب المصالح، فضرب أمثلة في البسالة، وكان رجاله دائماً على موعد مع البطولة.

81 عاماً، مرت على تأسيس جيش ليبيا، هناك في القاهرة، كانت النبتة الأولى، واللبنة التي بُنيت عليها القوات المسلحة الليبية، وعلى بُعد بضع كيلو مترات من عاصمة المصريين، وبالتحديد في محافظة الجيزة، كان التجمع الأول للمجاهدين الليبيين المؤسسين الأوائل للجيش الوطني الليبي، قبل انضمامهم إلى للحفاء ضد المحور بمنطقة عمليات شمال إفريقيا خلال الحرب العالمية الثانية.

انضمام الجيش الليبي ومجهاديه إلى تحالف الحلفاء خلال الحرب العالمية، جاء بعد اجتماعات مطولة قادها الأمير المجاهد إدريس السنوسي، وبحضور شخصيات ليبيه لها دور كبير في حركة الجهاد ضد الغزو الإيطالي، فسُمي في بدايته بجيش التحرير السنوسي وتحت رايته وقيادته بتفويض عام من الشعب الليبي.

المعركة الأولى للجيش الليبي، كانت في سيدي براني، فكان أبطاله دائما على الموعد، وأظهروا بطولة نادرة في مشاركتهم بمطاردة جيوش المحور التي انسحبت ناحية الغرب.

استمر كفاح الليبيين حتى حصلت ليبيا على الاستقلال الكامل، وذلك بعد استقلال إمارة برقة وحدها في بداية يونيو 1949، وبعدها تم إعلان المملكة الليبية المتحدة بقيادة السنوسي في 24 ديسمبر 1951، لتكلل تلك الجهود، بتأسيس الجيش الليبي، في نفس تاريخ 9 أغسطس من عام 1952.

وعكف المؤسسون على تأسيس جيش بإمكانه صد أي عدوان، لحماية كامل التراب الليبي، فساروا في مراحل التدريب والتكوين، برئاسة أول رئيس أركان العقيد عمران الجاضرة الحاسي.

وافتتحت المدرسة العسكرية في مدينة الزاوية غرب البلاد، في عام 1953، وتبع ذلك إرسال دفعات إلى خارج ليبيا للتدريب في عدد من الدول، وافتتاح عدد من المدارس والكليات في نواحي مختلفة من البلاد، واستمرت حتى بعد إعلان الجمهورية وإسقاط الملكية في عام 1969.

استمر كفاح الجيش الوطني الليبي، لعقود طويلة في حروب خاضها من أجل الحق والحفاظ على تراب ليبيا، حتى جاءت عملية الكرامة، ففي 5 يوليو 2017، أعلن القائد العام للقوات المسلحة الليبية، تحرير بنغازي من سيطرة مجلس شورى بنغازي، ومقاتلي غرف عمليات ميليشيات ثوار ليبيا ودرع ليبيا، وطرد الإرهابيين منها، بعدما تمترسوا فيها لسنوات، منذ أحداث 17 فبراير 2011.

استمرت “الكرامة” على رأسها أبطال الجيش الليبي، في تطهير كامل تراب الوطن، فحرر الشرق الليبي بأكمله، والجنوب أيضاً ومنطقة الهلال النفطي، وكاد أن ينهي معاركه في طرابلس بتحريرها بأكملها، لولا تدخل أطراف دولية، والدفع بميليشيات ومرتزقة أجانب وأسلحة متطورة وبوارج وطائرات مسيرة تركية، ضد الجيش مكبل اليدين والمفروض عليه قرار أممي بحظر التسليح.