طوال 10 سنوات، والسلطة الليبية كانت مَطمعاَ لكل من كانوا في المشهد الليبي وأطراف الصراع، فلم يدخر طرف منهم جهداً، للوصول للسيطرة والنفوذ، فعلى مدار عقد كامل، أظهر كل من وصل للحكم والحكومة الوجه القبيح بعد أن رسم الطمع على وجوههم لوحة عكست ما تعانيه البلاد اليوم.
اليوم، على رأس سلطة ليبية، حكومة مؤقتة، جاءت فقط من أجل تمهيد الطريق لانتخابات نزيهة يشارك في الشعب للمرة الأولى بعد سنين الألم، في اختيار رئيسه ونواب يمثلونه ويطالبون بحقوقه من الحكومة، ولكن مع ليبيا، تأتي الرياح دائماً بما لا تشتهيه السفن، فطمعت تلك الحكومة هي الأخرى في السلطة.
تسارعت الأحداث في ليبيا طوال الأشهر الماضية، حتى سحب البرلمان الليبي الثقة من حكومة عبد الحميد الدبيبة، ومنذ تلك اللحظة، علم الدبيبة أن السلطة باتت بعيدة عنه بعد أن ذاق لذة طعمها، فبدأ من حوله ممن أعجبهم البقاء على رأس البلاد في تجميل صورته وتحسينها، وظهر ذلك جلياً خلال الأيام الماضية في جولات عدة له بعدة مناطق.
فخلال إحدى جولاته الأخيرة، تفقد الدبيبة دار مسنين، وكان بجواره وزيرة الدولة لشؤون الاتصال بحكومته، وليد اللافي، وجرى حوار بينه وبين إحدى النزيلات بالدار، وأظهر الفيديو “اللافي” وهو يلقن “الدبيبة” بجملة “بوسها في رأسها”، وعلى الفور انصاع رئيس الحكومة لكلمات وزيره وقبلها في رأسها ثم استكمل حواره معها.
لم تكن تلك هي الواقعة الأولى التي أظهرت محاولات “تلميع” الدبيبة خلال جولاته، فالجولة الثانية هذه المرة كانت في حي الأندلس، وأثناء جولة الدبيية، خرج أحد المواطنين إليه يشكو له الجوع والفقر، فرحب الدبيبة به وأمر بتولي أمره وحل مشكلاته وتوفير كل ما يحتاج إليه على الفور، ليتبين بعد تلك الواقعة أنه موظف بوزارة الشباب، استخدموه لتلميع رئيس الحكومة.
وبعدها توالت اللقطات التي أظهرت الدبيبة وكأنه البطل الشعبي الذي يبحث عنه الشعب الليبي والمصلح الذي سيغير حال ليبيا إن بقى للسلطة، فبعد أن اندلعت أزمة اللاجئين والمهاجرين أعلن مكتبه أنه توجه لزيارتهم وتفقد أحوالهم وأمر بتحسين أوضاعهم المعيشية وتوفير كامل الرعاية لهم.
وفي لقطة تبدو مختلفة عن اللقطات الماضية، ولكي يظهر عبد الحميد الدبيبة وكأنه فرد من أفرد الشعب الذي يأن من الألم، وخلال إحدى الجولات، حرص على أن يجلس مع المواطنين على أحد مقاهي طرابلس ويشاطرهم الأحاديث.