مسؤول مصري سابق لـ”الشاهد”: قانون “استقرار ليبيا” الأمريكي انتهاك للسيادة

0
468
السفير رخا أحمد حسن
السفير رخا أحمد حسن

أثار القانون الذي أقره مجلس النواب الأمريكي حول ليبيا، أمس الثلاثاء، ونص على منح الولايات المتحدة إمكانية معاقبة من يقوم بأفعال تهدد السلام والاستقرار في ليبيا، تساؤلات عدة حول خلفياته وأهداف صدوره في هذا التوقيت.


ولاقى القانون الأمريكي الذي يعرف بـ”استقرار ليبيا”، انتقاد بعض النشطاء الليبيين على مواقع التواصل الاجتماعي، ووصفه البعض بأنه يمثل انتهاك للسيادة الليبية، ويضعف من سلطاتها على الكثير من مؤسسات الدولة.

وينص القانون الأمريكي على معاقبة الجهات الأجنبية التي تدعم الفصائل والجماعات في ليبيا في حال انهيار الحكومة المؤقتة ووقف اتفاق إطلاق النار.

كما ينص على فرض عقوبات على المساهمين في العنف داخل البلاد، ومعاقبة الأجانب العاملين لصالح روسيا في المجال العسكري داخل ليبيا.

ورغم تأكيد واشنطن بأنها تستهدف من وراء هذا القانون معاقبة معرقلي العملية السياسية ودعم الانتخابات، لكن البعض يرى أنه قد يستغل للتدخل في شؤون ليبيا أكثر من أي وقت مضى، وفرض عقوبات على بعض الجهات والمواطنين الرافضين للسياسة الأمريكية نحو ليبيا.

وعلق مساعد وزير الخارجية المصري السابق السفير رخا أحمد حسن على القانون الأمريكي، وقال :” إن ارتباك المشهد الليبي وتأخر صناع القرار في اتخاذ إجراءات تحد من الفوضى وتبعث بإشارات على وجود دولة ذات سيادة سمح للولايات المتحدة الأمريكية بفرض قانون ما يعرف بـ” استقرار ليبيا” الذي يعد تدخلاً فجاً في الشؤون الداخلية الليبية ويعتبر انتهاكاً لسيادة البلاد”.

وأشار الدبلوماسي المصري إلى سعي بعض المسؤولين في السلطة الليبية إلى عرقلة الانتخابات الليبية من أجل البقاء في مناصبهم، رغم إصدار مجلس النواب الليبي قانون انتخابات الرئاسة، وتحديد موعد إجراءها في 24 ديسمبر المقبل.

وتابع: “هناك أطراف ليبية تسعى جاهدة إلى إفشال الانتخابات وتأجيلها لعامين أو أكثر حتى الاستمرار في السلطة، وهو ما جعل الكثير من الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة تستمر بالتدخل في الشأن الليبي، وهذا ظهر في القانون الصادر مؤخراً عن النواب الأمريكي.

وأكد أن “القانون يعتبر ضمن السياسة التي تتبعها الولايات المتحدة الأمريكية في الكثير من الدول العربية التي تعتبر ليبيا وبعض دول الإقليم ولاية من ضمن ولاياتها الأمريكية”.

وأضاف أن القانون يعمل على استهداف الأطراف المتعاونة مع روسيا في ليبيا ويغض النظر عن تدخل تركيا في غرب ليبيا، مشيراً إلى وجود تخوفات أمريكية من توسع نفوذ الروس.

وحول عدم الإشارة لتركيا في القانون الأمريكي الصادر حول ليبيا، شدد أن الولايات المتحدة هي من أعطت الضوء الأخضر لأنقرة من أجل التدخل في ليبيا باعتبارها القوة الثانية في حلف الناتو، موضحاً أن هذا الأمر جعل واشنطن تتغاضى عن الوجود التركي وتشير إلى روسيا في القانون.