أردوغان يشتري “ود” أذربيجان على حساب نفط ليبيا.. هل يتحرك المجتمع الدولي؟

0
151
النفط في ليبيا

دعا الرئيس التركي رجب أردوغان دولة أذربيجان للتعاون مع بلاده في مجال الصناعات البتروكيماوية في ليبيا، في تحدٍ واضح لرغبة المجتمع الدولي بإخراج كافة القوات الأجنبية والحد من التدخلات الخارجية.

وأثارت تصريحات أردوغان حالة من الغضب الواسع في الشارع الليبي، حول ماهية الصفة التي يتمتع بها الرئيس التركي، لدعوة حلفاءه للتدخل والتواجد في ليبيا.

وبدا أردوغان متحدثاً عن ليبيا، وكأنها أرض تخضع لسيادة دولته، مستنداً في ذلك على الاتفاقيات التي وقعها منذ 2019 مع حكومة الوفاق السابقة، وأخرى وقعتها حكومة الوحدة الوطنية.

والجمعة الماضية، قال أردوغان، أثناء زيارته العاصمة الأذرية باكو، إن تركيا وأذربيجان يمكنهما العمل في قطاع الهيدروكربونات في تركيا أو ليبيا أو دول أخرى، ويمكنهما أيضاً التشارك في أعمال تكرير النفط.

وقال أردوغان: “لدينا هيكل متعلق بالبترول التركي في الوقت الحالي. وبهذا الهيكل، يمكننا اتخاذ مثل هذه الخطوة في ليبيا مع صديقنا العزيز إلهام علييف، تماما كما نجتمع معا في TANAP وTAP”.

ويهدف الرئيس المتهم بانتهاكات حقوق السيادة في عدة دول بالشرق الأوسط، من وراء دعوته إلى تعزيز الحلف التركي الأذربيجاني، على اعتبار أنها أحد الدول ذات الأصول التركية، وما يعزز سطوته أيضاً في صراعه مع روسيا.

صحيفة “إندبندنت عربية” قال في تقرير لها بعنوان: “من أذربيجان حتى ليبيا كيف يخدم فوز باشينيان رئيس الوزراء الأرميني خطة التوسع التركي؟”، مشيراً إلى أن تركيا وأذربيجان تهتمان بشكل خاص بإنشاء ممر بري في اتجاه مدينة ناخيتشيفان يمر عبر الأراضي الأرمينية وتحديداً إقليم سيونيك.

وهو ما يعني فتح خط مباشر بين تركيا والجمهوريات ذات العرق التركي في آسيا الوسطى في الشرق، التي لطالما سعت أنقرة لتأكيد علاقتها العرقية المشتركة معها، في إطار خطط العثمانية الجديدة التي تصبو إلى التوسع شرقاً في آسيا الوسطى وجنوباً عبر الشرق الأوسط، وفق الصحيفة.

وتابعت الكاتبة “إنجي مجدي”، أن تصريحات أردوغان تعكس الإصرار التركي على عقيدة “الوطن الأزرق”، على الرغم من الضغوط الدولية الواسعة على أردوغان لاحترام سيادة جيرانه بعد سنوات من التجاوزات.

وتمثل هذه عقيدة “الوطن الأزرق” المساعي القومية التركية نحو التوسع والسيطرة على البحار الثلاثة، التي تحيط بتركيا من الشمال حيث البحر الأسود، والغرب، والجنوب حيث بحرا إيجه والمتوسط.

وأشار أردوغان، إلى ذلك، خلال خطابه في عيد الجمهورية أكتوبر 2019، قائلاً: “أثناء قيامنا بواجباتنا، نحن فخورون بأن نرفع رايتنا التركية المجيدة في جميع بحارنا. أقر بأننا على استعداد لحماية كل مساحة من وطننا الأزرق البالغة مساحته 462 ألف متر مربع بتصميم كبير، والقيام بكل واجب ممكن قد يأتي”.

في الوقت ذاته، جاءت دعوة أردوغان قبل أيام من انعقاد مؤتمر برلين 2، والذين سيناقش بالتأكيد طبيعة التواجد التركي في ليبيا والمرتزقة السوريين الذي ملأ بهم أردوغان المنطقة الغربية.

ويرى مراقبون، أن ذلك تحرك أردوغان تجاه أذربيجان والدعوة للتواجد في ليبيا ستكون له تداعيات على طاولة برلين، خاصة وأن روسيا الحليف الأقوى لأرمينيا لن تقبل بمثل هذا المحور، وبالتالي ستعى بكل تأكيد لحشد الإرادة الدولية ضد أنقرة لتحجيم نفوذها في طرابلس، وإخراج قواتها ومرتزقتها.

من جهة أخرى، وفي حال نجحت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، في حشد اتفاق دولي على “مبادرة استقرار ليبيا”، والتي تهدف لسيادة القرار وحفظ السيادة في المقام الأول، سيتم تحجيم سطوة أردوغان في طرابلس، والتي تتعامل معها أنقرة بأنها أحد بلدياتها.

ويعزز تلك النظرة، زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي آكار قبل أيام لطرابلس، دون تنسيق مع حكومة الدبيبة.

ويؤمن المجتمع الدولي بخطورة التدخلات التركية في ليبيا ودول أخرى، وبالتالي بات من الضروري اتخاذ موقف حاسم تجاه “العثماني”، لفرض الاستقرار في الشرق الأوسط وتحديداً نطاق البحر المتوسط.