بعد كذبه حول فتح الطريق الساحلي.. هل يحاول دبيبة إفشال توافقات الليبيين؟

0
190
فتح الطريق الساحلي

أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد دبيبة، الأحد الماضي، عن إعادة فتح الطريق الساحلي، بشكل مفاجئ، في خطوة أثارت استغراب الليبيين، لما قد تسببه في إرباك المحادثات بين اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 التي أوشكت على الوصول إلى اتفاق نهائي لتحديد موعد فتح الطريق بشكل فعلي.

وظهر دبيبة في مشهد استعراضي وهو يركب أحد الأوناش التي تعمل على إزالة السواتر الرملية من الطريق، ويلتف حوله عدداً من أعضاء حكومته ومن قادة الميليشيات في غرب ليبيا.

ويعد فتح الطريق الساحلي أحد أهم بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعه الفرقاء الليبيين في أكتوبر الماضي بمدينة جينيف السويسرية، ومنذ ذلك الحين تخوض اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 اجتماعات ومحادثات لتنفيذ كافة بنود الاتفاق.

وأعلن دبيبة عن فتح الطريق الساحلي، دون تنسيق مسبق مع اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 التي سارعت وأعلنت عدم موافقتها على فتح الطريق الساحلي إلا بعد إصلاح الأضرار الموجودة به، والانتهاء من الترتيبات الأمنية اللازمة لتأمين حركة المواطنين.

وتعليقا على الأحداث قال مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي، اللواء خالد المحجوب، إن اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 قامت بمجهود كبير من خلال المراقبين الدوليين والترتيبات عبر الأمم المتحدة والاجتماعات التي عقدت لفترة طويلة، حتى تم الوصول لهذه النقطة ولختام مرحلة فتح الطريق، باعتبار أنها خطوة ترفع الأعباء عن الكثير من المناطق والمواطنين، ولها دور مهم في انتخابات 24 ديسمبر.

وتابع: “اكتملت خطوات فتح الطريق ووضعت النقاط على الحروف، وأصبح الأمر جاهزًا والتعليمات واضحة من القيادة العامة، والقوات المسلحة جاهزة لتنفيذ التعليمات وكل الأمور متاحة، لذلك أتساءل عن التوقيت أولًا، لماذا اليوم؟ لماذا لم يتم منذ أسبوع أو شهر؟ المواطن الليبي ليس ساذجًا لتمرر عليه الأمور، مسألة التوقيت تشوبها شوائب. كذلك مسألة فتح الطريق ليس مجرد إزالة ساتر ترابي من الطريق لتفتح، لا بد للجنة 5+5 التأكد من الطرفين أنهم قد أنهوا إزالة الألغام بشكل تام، لتصبح الطريق آمنة، ونشر قوة تؤمن المواطنين الذين يرتادون الطريق، أي أن هذه الأمور هي اختصاص أصيل للجنة 5+5 بالدرجة الأولى”.

وأكد على أن الأهم من خطوة فتح الطريق النقطة المتعلقة بالمرتزقة والقواعد الأجنبية، فمن المفترض أن تتم هذه الخطوة أولًا لإجلاء المرتزقة، معتبرًا أن الهدف من توقيت تحرك دبيبة هو استغلال الموضوع لجانب سياسي، بالرغم أنها عبارة عن أمور فنية، بحسب قوله.

وتابع: “إظهار دبيبة نفسه وهو يقود الآلية لإزالة السواتر فيها خلق بروباغندا إعلامية أكثر من أن تكون على الأرض بشكل مدروس، واعتراض اللجنة 5+5 على هذه الطريقة لأسباب كثيرة، منها القفز على الجهود التي بذلت طيلة الفترة الماضية، جهود بذلت بشكل كبير ويجب أن تكون أعمالنا خالصة لوجه الله وليست لأغراض أخرى، نجني من ورائها ثمار غير حقيقية ونحاول أن نأخذ ثمار غيرنا، بالتالي هذه نقف عندها ولا نريدها؛ لأننا نريد النية خالصة للوطن ونحن نعلم السياسيين كيف ينظرون لهذه المسائل”.

كما رد على ما يتم تداوله بأن دبيبة رضخ للمساومة التي أطلقها، وشرطه بتخصيص أموال ضخمة تقدر بربع مليار للميليشيات الموجودة هناك قائلًا: “المبلغ أكبر من ذلك فقد وصل لـ 365 مليونًا، منذ أسبوع لجنة الـ 5+5 قالت إنها ستعلن الأسماء المعرقلة لفتح الطريق وهي المجموعات المسلحة التي كانت تطالب بالأموال، والمؤسف ألّا تخرج حكومة الوحدة الوطنية من عباءة المجموعات المسلحة والمسجل ذلك عليها وهذه مسألة خطيرة جدًا، بالأخص أن الأموال والمبالغ المالية يعرف أين ستصرف والميزانية الليبية لم تعود تحتمل مصروفات المرتزقة والمجموعات، كل ذلك يأتي على كاهل المواطن الذي تعب من نهب الإخوان لثروة البلاد”.

واعتبر أن فتح الطريق خطوة هامة والجميع يثمن جهود 5+5 ويحيي العسكريين فيها ونضالهم وقراراتهم الشجاعة الذين لم يهابوا أبدًا المجموعات المسلحة، وكانوا في الموعد عندما قرروا ما اتفق عليه في جنيف، وهو كل ما يريده الليبيين بدءًا من إجلاء القواعد والمرتزقة، لافتًا إلى أن الاتفاقيات التي تمت بالخصوص هي إرادة وطنية حقيقية تم التأكيد بها على علو وطنيتهم وحرصهم على البلاد.

ويرى مراقبون أن تحركات دبيبة من شأنها إرباك المشهد السياسي الليبي، لا سيما أنها تأتي في وقت اقتربت فيه اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 من الوصول إلى اتفاق نهائي لتحديد موعد فتح الطريق الساحلي، ومن شأن تلك التحركات انت تظهر نقاط خلافية من جديد.