زفاف أسطوري لتاجر البشر “البيدجا”.. والشعب يئن من الفقر وسطوة ميليشيات طرابلس

0
606
عبد الرحمن ميلاد البيدجا
عبد الرحمن ميلاد البيدجا

آلام ليبية لا تتوقف في غرب البلاد، فعلى مدار عقد كامل، لم تتوقف عمليات البطش والتنكيل بسكان وأهالي العاصمة الليبية طرابلس ومحيطها من المدن، على يد الميليشيات وتجار البشر والمطلوبين دولياً، فغابت عنهم الخدمات وافتقدوا الأمن والأمان، وكل ما يحاولون فعله هو النجاة بأرواحهم وأرواح ذويهم من الموت.

انتشرت كل أنواع وأشكال الجرائم في طرابلس، وأصبح المتحكم فيها وفي خدماتها ومقدراتها وثرواتها هي الميلشيات المدعومة من تركيا، وبات شبابها فريسة في آيادي تجار البشر، الذي حولوا ليبيا إلى سوق لتجارتهم الفاسدة وحولوا شواطئها التي كانت يوماً مقصداً سياحياً، إلى محطات لنقلهم إلى مثواهم الأخير غرقاً.

عبد الرحمن ميلاد، والشهير بـ”البيدجا”، هو أحد أخطر المجرمين والمُلاحقين أمنياً داخل ليبيا وخارجها، يفعل ما يحلو له في غرب ليبيا، طالما غابت الرقابة الأمنية عنها، فلا يوجد من يحاسبه على جرائمه التي ارتكبها، على الرغم من كونه أكبر تاجر للبشر في البلاد، بالإضافة إلى مشاركته في الهجوم على مدينتي صبراته وصرمان الساحليتين.

وفور خروج عبد الرحمن ميلاد “البيدجا” من السجن، عاد لنشاطه الخارج على القانون من جديد، ولم يَتمهل كثيراً حتى قرر أن يعقد قرانه في مدينة الزاوية، مقره هو ميليشياته، في حفل زفاف أسطوري تحدثت عنه المدينة التي يعاني شعبها من انعدام للخدمات الأساسية وفقد الشعور بالأمان تحت سطوة قطاع الطرق واللصوص المسلحة.

وبشكل عام، المشهد الليبي الآن أصبح عجيباً، فعلى الرغم من وصول سلطة مؤقتة متمثلة في حكومة الوحدة الوطنية ومجلس رئاسي جديد لحكم البلاد، لحين إجراء انتخابات، إلا أن البلاد غرب ليبيا بالكامل لازال تحكمه الميليشيات والجماعات المسلحة التي تستقي قوتها من الفوضى والفرقة الدائمة وبقاء الوضع على ما هو عليه الآن.

لم تخطو حكومة الوحدة الوطنية الليبية حتى الآن خطوة واحدة نحو التخلص من سطوة الميليشيات، ولم تتخذ إجراءاً واحد نحو تفكيكهم ونزع السلاح منهم، أو ملاحقة الخارجين على القانون والمطلوب تسليهم للعدالة، وجعلوا من الشعب الليبي في غرب البلاد، فريسة لهم ولأطماعهم.