في الذكرى السابعة.. عملية الكرامة أنهت إرهاب أسود وأحيت آمال استقرار ليبيا

0
1470
الذكرى السابعة لعملية الكرامة
الذكرى السابعة لعملية الكرامة

7 سنوات مضت، على إطلاق الجيش الوطني الليبي لمعركة الكرامة، من أجل تحرير التراب الليبي من الإرهاب الأسود، ومحاربة الجماعات الإرهابية بعد محاولتها للسيطرة على مفاصل الدولة وتهديد وترويع الآمنين.


وانطلقت عملية الكرامة صباح يوم الجمعة الموافق 16 مايو 2014 في بنغازي بأوامر القائد العام للجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، لتدخل ليبيا مرحلة جديدة من الصمود في وجه الإرهاب، خاصة بعد حركة الاغتيالات الواسعة التي طالت النشطاء الإعلاميين والسياسيين والحقوقيين ورجال المؤسسة العسكرية والشرطة.


وفي سنوات ما قبل معركة الكرامة، كانت هناك مجموعة من المقدمات لمعركة الكرامة، التي تعد مرحلة فاصلة في حياة المؤسسة العسكرية الليبية، حيث شهدت بنغازي من عمليات التفجير والاغتيالات والذبح والحرق والسطو والخطف، كما سجلت العديد من العمليات الانتحارية الإرهابية التي أودت بحياة العشرات من المدنيين الأبرياء.


ومن بين أبرز العمليات التي نفذها الإرهابيين قبل عملية الكرامة: عملية بوابة برسس، واستهداف مقر الصاعقة 21، وتفجير مستشفى الجلاء، ومحاولة اغتيال العقيد عبدالله السعيطي بالقرب من مدرسة الألوية الخضراء، وإضافة إلى اغتيال الصحفي مفتاح أبوزيد، ناهيك عن استهداف المدنيين.


وكانت أشرس العمليات الإرهابية ضد الليبيين، ما حدث في أحداث “السبت الأسود” ببنغازي، في 8 يونيو 2013، وهي واحدة من أبشع جرائم الميليشيات، حيث استهدفت ميليشيات درع ليبيا في بودزيرة حشود المتظاهرين، الذين خرجوا مطالبينهم بمغادرة المدينة وترك مقرها وتسليمها للقوات الخاصة، غير أن الإرهابي وسام بن حميد ورجاله أطلقوا وابلاً من الرصاص ضد المتظاهرين السلميين، ما أدى الي سقوط نحو 40 قتيلا و154 جريحاً.


وانطلقت عملية الكرامة بمباركة شعبية، وتركزت العمليات العسكرية بداية في مدينة بنغازي الجريحة، تلتها مدينة درنة التي اختطفها الإرهابيين لسنوات معدودة، سجل خلالها الجيش الوطني مواقف خالدة في ذاكرة الليبيين، والانصياع للشعب الليبي.


وانتهت العملية العسكرية بتطهير الشرق الليبي والمنطقة الجنوبية، وتأسيس مؤسسة الجيش الوطني وإعادة تفعيل الأجهزة الأمنية التي أنهت حالة الفوضى التي شهدتها العديد من مدن عقب ثورة فبراير، والقضاء على تحالفات الجماعات الإرهابية وعلى رأسها مجلسي شورى ثوار بنغازي ومجاهدي درنة واللذين ضما مقاتلي داعش والقاعدة وأنصار الشريعة ودرع ليبيا وغيرهم.


ومثلت معركة الكرامة بداية الحرب الحقيقية على الإرهاب والتطرف وترسيخ دعائم الدولة التي يطالب بها الشعب الليبي، يقول مراقبون إنها نجحت في اجتثاث جذور الإرهاب في شرق البلاد وجنوبها، وكانت سبباً في انطلاقها نحو العاصمة طرابلس غربا لإحكام السيطرة على كامل التراب الوطني، ومن ثم البدء في المشروعات السياسية والاقتصادية التنموية.


وحققت الكرامة انتصارات كبيرة، على رأسها تحرير مدينة بنغازي، في 5 يوليو 2017، والذي صار تاريخاً يحتفل فيه الليبيون بتحرير المدينة من قبل الإرهابيين، الذين تمترسوا بداخلها لسنوات عدة، منذ أحداث 17 فبراير 2011.


ويومها قال القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر: “تزف إليك اليوم قواتك المسلحة بشرى تحرير مدينة بنغازي من الإرهاب، تحريرا كاملا غير منقوص، وتعلن انتصار جيشك الوطني في معركة الكرامة ضد الإرهاب، نصرا مؤزرا من عند الله عز وجل، لتدخل بنغازي ابتداء من اليوم عهدا جديدا من الأمن والسلام والتصالح والوئام والبناء والعمار والعودة إلى الديار، بعد أن كسرنا قيود القهر والذل وحواجز الخوف والرعب التي سعى الإرهاب إلى بنائها في نفوسنا، لتحل محلها مشاعر الطمأنينة والسرور والأمل والثقة بالنفس، ونرسم معا بإرادتنا الحرة طريقنا نحو المستقبل”.

واستطرد: “المعركة كانت شرسة للغاية وقدم خلالها الجيش الليبي مئات من الشهداء والجرحى، حيث نشبت في أكتوبر 2014، مع مقاتلي مجلس شورى ثوار بنغازي، بدعم من غرفة عمليات ميليشيات ثوار ليبيا ودرع ليبيا، كنتيجة مباشرة لخسارة قوات ثوار بنغازي وحلفائها في هجومهم على مطار بنينا، مما سمح لقوات الجيش الوطني الليبي من تنظيم صفوفهم والهجوم في عمق بنغازي”.