هذه مذابح أجداد أردوغان في ليبيا.. فهل يعترف بها العالم على غرار إبادة الأرمن؟

0
387
مذابح العثمانيين في ليبيا
مذابح العثمانيين في ليبيا

في إعلان تاريخي اعترف الرئيس الأميركي جو بايدن، السبت الماضي، بأن مذبحة الأرمن التي ارتكبت على يد الإمبراطورية العثمانية عام 1915 كانت “إبادة جماعية”، ما يسلط الضوء على المذابح التي ارتكبها العثمانيون في الدول العربية لا سيما ليبيا التي عانت من ويلات الاحتلال العثماني على مدار 4 قرون.

ومنذ أن وقعت ليبيا ضحية الاحتلال العثماني عام 1551 إلى أن سلمتها إلى المحتل الإيطالي عام 1912، وعانى أهلها من ويلات القتل وقطع الرؤوس في مجازر دامية، كما أفلست البلاد بسبب النهب المنظم لخيراتها عبر فرض الضرائب الظالمة حتى على المتسولين، بالإضافة إلى السرقة العلنية تحت أوهام الخلافة المزعومة.

ومن أبرز مذابح الدولة العثمانية ضد الليبيين، مذبحة “الجوازي” التي قتل خلالها 10 آلاف ليبي، ففي سبتمبر عام 1817، وفي نهار رمضان، نفذ “المستعمر العثماني” على يد الحاكم العسكري التركي القرمانلي، مجزرة ضد 45 من شيوخ قبيلة الجوازي، بعد ما رفضوا دفع الجزية والضرائب التي فرضها الأتراك المحتلين، ثم انطلق جنود المحتل التركي في كل الأرجاء، وقتلوا كل أفراد القبيلة من النساء والشيوخ والأطفال وكل من يحمل لقب جازوي حتى وصل عدد الضحايا إلى 10 آلاف فرد.

وفي عام 1835 ارتكب العثمانيون مجزرة أخرى بحق الليبيين راح ضحيتها 500 شهيد، عندما قادوا حملة عسكرية على إقليم تاجوراء الذي امتنع سكانه عن دفع الضرائب، ورفضوا توريد محاصيلهم إلى أسواق طرابلس، وقامت جنودهم بنهب ممتلكات الأهالي، وخطفوا 100 فتاة و145 طفلا، وفر عدد كبير من الأهالي إلى الصحراء.

ودفعت انتصارات المقاومة الليبية السلطان العثماني محمود الثاني، إلى إرسال حملة عسكرية في عام 1836، بقيادة طاهر باشا، شملت 12 سفينة حربية على متنها 3 آلاف جندي، بينهم 300 من الخيالة، وحملت السفن المدافع والذخائر والمؤن العسكرية، وفور وصول قوات الاحتلال إلى سواحل ليبيا، بدأ طاهر باشا حملته بالهجوم على مصراته، وقاوم الليبيون 28 يوماً متواصلة، إلى أن تمكنوا من الاستيلاء على مصراتة، وعين ضابطا عثمانيًا حاكما للمدينة بعد حصد أرواح 80 ألف شخص.

لم تقتصر انتهاكات الاحتلال العثماني في ليبيا، على إراقة وسفك دماء عشرات الآلاف من الليبيين، بل امتدت لهدم ونسف التاريخ الليبي الأمازيغي وغيره من الحضارات الإنسانية القديمة.

ودمر العثمانيون نحو 35 قصراً من قصور الليبيين التاريخية، في الفترة من (1843 – 1844) وتحديداً في منطقة (جبل نفوسه) في كل من مدن: (جادو والرجبان والزنتان والرحيبات ويفرن وككلة والحرابة والرياينة والخلايفة).

وفي السنوات الأخيرة استغل أحفاد العثمانيون حالة الانقسام في ليبيا التي خلفتها أحداث فبراير عام 2011، وتدخل الأتراك بشكل سافر في الشأن الليبي وأرسلوا آلاف المرتزقة لدعم جماعة الإخوان وحكومة الوفاق المنتهية ولايتها، والذين ارتكبوا جرائم قتل واختطاف وسلب ونهب بحق الشعب الليبي.