من الذي عرض على محمد البرغثي 50 مليون دولار؟

0
404
محمد البرغثي

أكد السفير الليبي في الأردن والمرشح السابق لموقع رئيس المجلس الرئاسي بالسلطة التنفيذية، محمد البرغثي، أنه عرض عليه رشوة للمشاركة في الحكومة الليبية الجديدة بالسلطة التنفيذية.

وقال البرغثي في منشور على صفحته بموقع “فيسبوك” اليوم الجمعة: “حكاية احتفظت بها لنفسي، المسافة بيني وبينها ليست بعيدة، المسافة بيني وبين صاحب الحكاية غدت بعيدة، صاحبنا صاحب تجربة سياسية ووظيفية لا تعد قليلة، صاحبنا طموح وهذا أمر مشروع، ولكن عندما ألتقيته وجدته ( طموع )”.

وأضاف أنه تلقى اتصال هاتفي جاء فيه: ” أود المجيء إلى عمان غداً للقائك، والحديث معك في أمر هام”، رحبتُ بزيارته، وصل الرجل، هاتفني من مقر إقامته، يود اللقاء في نفس الليلة، أخبرني بأنه سيسافر غدًا صباحاً، لديه الكثير من العمل يود إنجازه”.

وتابع: “دعوته على العشاء، أصر أن يكون العشاء في نفس الفندق الذي يقيم فيه، استقبال حار، عشاءٌ وحوار، أخبرني بأنه كان في جولة واسعة في ليبيا، ألتقى خلالها بالعديد من الشخصيات المهمة، وغدًا سيبدأ زيارة للعديد من الدول ذات العلاقة بالملف الليبي”.

قال صاحبُنا : ” لقد رتبتُ أمري لأن أكون رئيسًا للوزراء، وخلال جولتي في ليبيا، وجدتُ أن أسمك يحظى باحترام كبير، وينظر إليك كشخصية توافقية، وعليه رأيتُ أن أعرض عيك أن تكون شريكًا معي في هذه الحكومة، وتكون نائباً لرئيس الحكومة ووزيرًا للخارجية “.

لم يترك لي صاحبُنا فرصة الرد، بل أضاف قائلاً : “لقد قمتُ بترتيب كل الأمور ، واتفقت مع المعنيين بالأمر، وبعد حوارات وصلتُ إلى تفاهمات، سيكلفني الموضوع (50 مليون دولار)، سأقوم بدفع ‎%‎ 50 من القيمة مُقدماً، ثم يتم استكمال بقية المبلغ في ما بعد، وهناك البعض الذين يرغبون في شراء بيوت لهم خارج البلاد”.

تسمرّتُ في مكاني، وجدتُ صعوبة في تصديق ما يُحكى، حاولتُ أن أبحث عن كلمات للرد، خاطبته: ” أستاذ، أنني أستغرب، كيف تفكر بهذه الطريقة؟ هذا أمرٌ لا يجوز، وبالنسبة ليّ هذا السلوك مرفوض ولا يُقبل ” قاطعني قائلاً : “50 مليون دولار من أجل إنقاذ ليبيا ، لا تساوي شيء”.

وقال محمد البرغثي، في ختام منشوره: “البون بعيد والمسافة شاسعة بيني وبين الرجل، رغم جلوسنا على طاولة واحدة، المسافة بين الناس لا تُقاس بالأمتار ولكنها تُقاس بالأفكار، اعتذرت للرجل وشكرتُه على عرضه، أستغرب صاحبنا استغرابي ، كما استغربت أنا استغرابه، ولذلك لم نلتقي إلا على العشاء أو في حكاية (الاستغراب)”.

ودعتُ الرجل وودعتُ معه ثقافة (الارقام)، وأدركتُ أن هناك فرقٌ كبير بين من يتحدث عن (الوطن) وبين من يتحدث عن (البزار) ، وفى كل مرة يزداد يقيني بأن الوطن كبير ويحتاج إلى كبار.

يذكر أن عدد من المشاركين في الملتقى السياسي بتونس، في نوفمبر الماضي، تقدموا بشكوى بشأن شبهات فساد مالي لشراء الأصوات لصالح الأسماء الإخوانية المرشحة للمناصب العليا لقيادة المرحلة الانتقالية في ليبيا، مؤكدين أن سعر الصوت الواحد وصل إلى 200 ألف يورو.

وطالبت عضوتي ملتقى الحوار الليبي، السيدة كامل اليعقوبي، وعزة محمود الصيد، اليوم الجمعة، البعثة الأممية للدعم في ليبيا، بموافاة أعضاء ملتقى الحوار الليبي على نتائج التحقيقات في مزاعم دفع رشاوي للتأثير بنتائج عملية اختيار سلطة سياسية في ليبيا.

ووجهت العضوتين خطاب إلى رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، يان كوبيش، أشاروا فيه إلى أن تقرير فريق الخبراء والمحققين المكلفين من الأمم المتحدة، بشان التحقق من مزاعم وجود شبهات فساد مالي ودفع رشاوي للتأثير على نتائج عملية اختيار سلطة سياسية في ليبيا أصبح جاهزاً.

وطالبت العضوتين، بالاطلاع على التقرير وإطلاع جميع أعضاء ملتقى الحوار السياسي بجنيف بفحوى التحقيقات وما انتهت إليها من حقائق مع التنبيه إلى خطورة التكتم على نتائج التقرير وما لذلك من نتائج وخيمة تمس بسمعة ومكانة الأمم المتحدة وتشكك كذلك في سمعة ونزاهة العملية السياسية برمتها التي تمت برعاية وإشراف المجتمع الدولي.