بعد اندلاع أحداث 17 فبراير عام 2011، وسقوط نظام معمر القذافي، شهدت جميع المؤسسات الليبية، وفي مقدمتها المؤسسة الأمنية انهيارا شديدا، عانت منه البلاد لسنوات ولا زالت هناك مناطق تعاني حتى الآن من بينها الغرب الليبي.
تشكلت خلال أحداث فبراير العديد من الميليشيات المسلحة، سيطر على أغلبها الجماعات المتطرفة، وفي مقدمتها جماعة الإخوان، ووفر الانفلات الأمني بيئة خصبة لدخول التنظيمات الإرهابية “داعش-القاعدة” إلى الأراضي الليبية، ومهدت الصراعات الداخلية للتدخلات الخارجية ومنها التركية القطرية إلى إغراق ليبيا بالأسلحة والمعدات العسكرية وآلاف المرتزقة.
أكثر من 300 ميليشيا وأكثر من 20 ألف مرتزق، في قبضتهم أكثر من 29 مليون قطعة سلاح، في بلد لم يتخطى تعداد سكانه الـ 7 مليون نسمة، خلفوا ورائهم جرائم بشعة من قتل واختطاف وأعمال سلب ونهب وتهجير وتشريد، دفع ثمنها غالياً المدنيين الأبرياء.
اقرأ أيضاً: هكذا فَتحت “فبراير” أبواب ليبيا للإرهاب والإرهابيين
وتشير الجرائم التي ترتكبها الميليشيات والتي تقف ورائها أطراف سياسية وجماعات متطرفة، إلى مدى الخطر الذي تشكله هذه الميليشيات على مستقبل ليبيا.
ففي يوم واحد قتل 30 مواطناً في منطقة القره بوللي شرق العاصمة طرابلس، في هجوم شنته ميليشيات “فجر ليبيا” القادمة من مدينة مصراته عام 2016.
وليست هذه الجريمة الأولى التي ترتكبها الميليشيات في غربي ليبيا، ففي عام 2011 هجرّت الميليشيات أكثر من 40 ألف مواطناً من مدينة تاورغاء، بسبب رفضهم لأحداث فبراير ودعمهم للدولة الليبية.
وفي عام 2012، هاجمت الميليشيات مدينة بني وليد وقتلوا في قذف عشوائي بالأسلحة الثقيلة أكثر من 78 مواطن بينهم نساء وأطفال، تحت قرار رقم “7” الصادر عن المؤتمر الوطني العام في حملة بزعم القبض على الخارجين عن القانون.
اقرأ أيضاً: دعموا الإرهاب والانقسام.. كيف استغلت جماعة الإخوان “فبراير” لسرقة السلطة في ليبيا؟
وخلال عامي 2012 و2013 تم اغتيال أكثر من 500 ضابط وعسكري ليبي على يد الميليشيات شرقي البلاد، كما تم اغتيال العديد من النشطاء كـ”توفيق بن سعود” و”مفتاح بوزيد” و”سلوى بوقعيقيص”.
في عام 2013 خرجت مظاهرات ضد التشكيلات المسلحة في بنغازي، وعند وصول المظاهرة إلى مقر كتيبة “درع” التي كان يقودها وسام بن حميد، أطلق مسلحون النار على المتظاهرين، وسقط في هذا اليوم أكثر من 40 متظاهراً، وسمي هذا اليوم بـ “السبت الأسود” في بنغازي.
وفي ذات العام، قتلت إحدى الميليشيات القادمة من مصراته 55 متظاهراً وسط العاصمة الليبية طرابلس، فيما عرفت بمجزرة “غرغور”.
وفي يونيو 2014 تعرضت الناشطة والمحامية لليبية سلوى بوقعيقيص للاغتيال في بنغازي، بعد ما هاجم مسلحين منزلها وأردوها قتيلة بوابل من الرصاص، وخطفوا زوجها عصام الغرياني عضو المجلس البلدي بنغازي.
وفي سبتمبر عام 2014 قام مسلحون باغتيال الناشطان المدنيان توفيق بن سعود وسامي الكوافي، الذين لم يتجاوزا عمرهما 19 عاما، بسبب أنهما كانا مدافعيَن عن حقوق الإنسان وحرية التعبير ويقومان بحملات من أجل السلام والديمقراطية في ليبيا.
وما زاد الأمر سوء في الفترة الأخيرة، هو دخول المرتزقة السوريين إلى الأراضي الليبية، الذين جلبتهم تركيا لمحاربة الجيش الوطني الليبي مقابل 2000 دولار، ارتكبوا جرائم ضد المدنيين، وأعمال سلب ونهب لمنازل المواطنين.
اقرأ أيضاً: 10 سنوات على أحداث 17 فبراير في ليبيا: سوداء تلك الليالي التي طالت علينا
وعن عمليات الاختطاف فوقعت المئات منها على مدار العشر سنوات الماضية، ومن أبرزها في أكتوبر 2013، تعرض رئيس الوزراء الأسبق علي زيدان، للاختطاف من قبل ميليشيا مسلحة تعرف باسم غرفة عمليات ثوار ليبيا حيث قام مسلحون تابعون لها بخطفه من الفندق الذي يقيم به في طرابلس.
ووسط فوضى الأمن في ليبيا، تقوم بعض الميليشيات في العاصمة الليبية طرابلس باختطاف الأطفال والعمال الأجانب في محاولة لابتزاز أهاليهم وكسب الأموال.
كما شهد العام الماضي عدة وقائع، منها واقعة اختطاف تعرض لها رئيس رابطة مفقودي تاورغاء، الناشط محمد رضوان، على يد مسلحين يتبعون مكتب جهاز الأمن الداخلي بمدينة مصراتة، من وسط مدينة تاورغاء.
وفي مستهل شهر ديسمبر اختطفت ميليشيا مسلحة تابعة لحكومة الوفاق، الدكتور الصديق بن دله، أحد أشهر جراحي العظام في ليبيا، أثناء عودته من عمله بمستشفى الخضراء العام جنوبي طرابلس، واقتادوه إلى جهة غير معلومة، ثم أطلقوا سراحه بعد نحو أربعة أيام.
وفي نوفمبر الماضي، اختطفت الميليشيات المسلحة في طرابلس عدد من ركاب الرحلة القادمة من بنغازي على متن طائرة البراق، عقب هبوطهم في مطار معيتيقة.
اقرأ أيضاً: 10 سنوات على “17 فبراير”.. الأتراك دخلوا ليبيا فأفسدوها
وفي أكتوبر الماضي، اختطف رئيس المؤسسة الليبية للإعلام، محمد بعيو، بعد نشره تسجيلاً لرسالة تهديد، لآمر ميليشيا “كتيبة ثوار طرابلس” أيوب أبوراس، على خلفية مطالبته بوقف بث خطاب الكراهية في وسائل الإعلام التابعة لحكومة الوفاق، وإزالة شعار بركان الغضب من القنوات التليفزيونية.
وفي سبتمبر الماضي، وقعت جريمة اختطاف وقتل السيدة فتحية اللافي، البالغة من العمر 60 سنة، والتي اختفت بعد مغادرتها منزلها في منطقة مشروع الهضبة بطريق المطار، في واقعة أخرى تدل أن سياسة الصمت التي انتهجتها حكومة الوفاق على انتشار السلاح وعدم توفير الأمن والأمان يزيد من هذه الحالات.
وفي مايو الماضي أثارت حادثة اختطاف الفتاة “وصال عبد الحفيظ” من طرف الميليشيات المسلحة والمرتزقة السوريين في منطقة الكريمية بالعاصمة طرابلس، موجة غضب واسعة في ليبيا.
- طقس ليبيا اليوم.. أجواء ممطرة والحرارة تنخفض لـ 15 درجة
- ديوان المحاسبة يحذر من إجراءات تغيير مجالس إدارة المصارف التجارية: “غير قانونية”
- ماذا دار في اجتماع “ويلتون بارك” بشأن ليبيا؟
- المنفي: أي جهود دولية دون المؤسسات الليبية غير شرعية
- وزارة الشؤون الاجتماعية تدعو متضرري السيول إلى تسجيل بياناتهم
- حكومة الوحدة تطلق جهاز “تنمية ترهونة” بميزانية قدرها 100 مليون دينار
- ليبيا.. السيول تُخرج جسر “النورة” في بني وليد عن الخدمة
- مباحثات ليبية قطرية بشأن تعزيز الشراكة في مجالات التنمية والإعمار
- المنظمة الدولية للهجرة: 21 ألف مهاجر تم إعادتهم قسراً إلى ليبيا خلال عام 2024
- دبيبة: حكومة الوحدة ستعمل على معالجة أضرار السيول في ترهونة
- هيئة السلامة الوطنية: نواجه صعوبة في التعامل مع السيول في ترهونة
- عقيلة صالح يبحث مع وزير الخارجية تسهيل الخدمات القنصلية لليبيين
- الحكومة الليبية المكلفة ترسل فرقا لتقييم أضرار السيول في غريان
- شركة الكهرباء الليبية: عودة التيار لأحياء بمنطقتي قصر بن غشير والشبيكة
- الأرصاد: استقرار الطقس الإثنين المقبل على معظم أنحاء ليبيا