بعدما أوقفه الخط الأحمر في الشرق.. أردوغان يطمع في ثروات جنوب ليبيا

0
97

حيل ومكائد ودسائس، أعدها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جيدا، من أجل إفشال كل محاولات الحوار بين الجهات المتحاربة في ليبيا، ففي كل اجتماع تتبناه الدول الفاعلة في الأزمة الليبية لحلها، يدس “العثماني” أردوغان سمومه حتى تفشل ويعود كل شئ كما كان، إرسال المرتزقة والإمدادات، واستمرار تنفيذ مخططه للاستيلاء على ثروات ليبيا.

“ضعيف المصداقية”، بتلك الجملة الصغيرة وصف أردوغان إعلان “وقف إطلاق النار” الذي أعلنته اللجنة العسكرية الليبية المشتركة في جنيف، عَبرت تلك الكلمات البسيطة عن قدر الحقد الدفين في نفس هذا الشخص تجاه كل محاولات الإصلاح وحل الأزمة، وعلى الرغم من ترحيب الجميع بذلك الإعلان، إلا أنه فعل كل شئ لتفشل أهدافه.

ويبدو أن “العِند التركي” الذي ورثه أردوغان عن أجداده، هو المحرك لأفعاله وتصرفاته، خاصة عندما يتعلق الأمر بمصيره أمام شعبه ومؤيديه، الذي وعدهم بالكنوز التي سيأتيهم بها من أراضي الليبيين، في غزوته هناك، على غرار آل عثمان، نهب وسرقة واغتصاب حقوق والتحكم في المقدرات، باسم توحيد الأمة التركية والحفاظ على حقوقها في أراضيها القديمة.

ففي الوقت الذي خاف فيه أردوغان من تخطي “الخط الأحمر” العربي، الذي وضعته له مصر وليبيا في سرت والجفرة، وشهد “العين الحمراء” للوحدة العربية في الأراضي الليبية، جَهز أردوغان بديلا مؤقتا عن منطقة الهلال النفطي، فوجه أنظاره نحو الجنوب، بعيدا عن التهديدات التي انتهت بتدمير منظومة الدفاع الجوي الأمريكية “هوك” وأحدث الرادارت ومقتل العشرات من المرتزقة ورجال المخابرات التركية في قاعدة “الوطية” وبالقرب من سرت.

موقع “أفريكا إنتلجنس” المتخصص في الشؤون الاستخبارية والاستراتيجية، كشف عن مخطط أردوغان الجديد لاستقطاب قبائل الغرب، من خلال ما تُسمى بـ” هيئة الإغاثة الإنسانية التركية” وهي إحدى المنظمات التي يستخدمها الرئيس التركي لتنفيذ أغراض خارجية، لا يمكن أن يتم تنفيذها عن طريق الجهات الرسمية التركية.

وفي 4 نوفمبر الجاري، دعت تلك المنظمة وفدا من زعماء قبائل إقليم فزان، تلك الدعوة ضمت شخصيات بارزة، على رأسها رئيس المجلس الأعلى لطوارق ليبيا، مولاي قديدي، ورئيس المجلس الموحد لقبائل (تبو)، محمد وردوغو، ووكيل وزارة أسر الشهداء والمفقودين السابق، محمد سيدي إبراهيم، وهو الرجل الثاني في مجلس (تبو).

ويعتبر إقليم فزان، هو أحد الأقاليم الهامة التي تعمل على عمل نوع من التوازن العسكري والاقتصادي في ليبيا، ولكن الأهمية الكبرى للإقليم التي جعلت أردوغان وحاشيته في ليبيا يسعون للسيطرة عليه واستمالة القبائل والعشائر هناك، هو وجود كميات نفط هائلة في صحراءه، فضلا عن الكميات الضخمة من المياه الجوفية.