ليبيا تبكي رحيل “الفهد الأسمر” في صمت

0
150

توفي اليوم الأحد، آمر القوات الخاصة التابعة للجيش الوطني الليبي، اللواء ونيس بوخمادة، بإحدى مستشفيات مدينة بنغازي، إثر وعكة صحية تعرض لها. 

اللواء بوخمادة، هو أحد أبرز أعمدة الجيش الوطني، الذين حملوا على عاتقهم تحرير الوطن من الإرهابيين والمتطرفين الذين تدعمهم قطر وتركيا، عرفه الليبيون باسم “الفهد الأسمر” أو”أسد الصاعقة”.

وترسخت تلك الألقاب في عقول الليبيين، نظراً لما حققه من انتصارات كبيرة في معارك قوات الجيش الليبي النوعية، خاصة تلك التي شهدتها بنغازي ودرنة، مع انطلاق عملية الكرامة 2014.

وقاد الفهد الأسمر، عملية توحيد كتائب القوات الخاصة (الصاعقة)، تحت راية الجيش الوطني الليبي، ليخوض بعدها معارك شرسة، ضد ميليشيا “أنصار الشريعة” وميليشيا “17 فبراير”، إضافة لمجلسي شوى بنغازي ودرنة والتي بايعت تنظيم داعش الإرهابي. 

وخلال تلك المعارك نجحت القوات الخاصة، بقيادة بوخمادة، في حسم كثير من المداهمات والعمليات في معارك بنغازي، على الرغم من استهداف معسكرات الصاعقة، حيث كانت تؤمن الميليشيات الإجرامية أن وجود بوخمادة وقواته حجر عثرة في طريق مخططاتها، وليس من الممكن تجاوزه. 

لذا تعرضت للمعسكر الرئيسي للقوات الخاصة في بنغازي بعدد من التفجيرات الانتحارية، وهو الأمر الذي قاومه بوخماده، وأيقن حقيقة الدور القطري في تلك المعارك، ولذا كان تصريحه الشهير، إن قطر وتركيا تقومان بترويع أبناء المدينة المدنيين، عبر دعمهم لمجلس “شورى ثوار بنغازي” الذي يضم تنظيمات القاعدة وداعش.

وفي يناير 2018، أعلن أسد الصاعقة الليبية، اعتزام قواته الانتقال بكامل أفرادها وعتادها إلى كل محاور مدينة درنة لمواجهة الجماعات الإرهابية المتطرفة وتحريرها، لتنجح قواته مع التشكيلات المعاونة بالجيش الليبي في حسم المعركة، وتأكد معلوماته حول الدعم القطري، حين عثر الجيش على أسلحة، عليها ختم القوات المسلحة القطرية، في مخازن الإرهابيين.

وفي أكثر من مناسبة، أكد اللواء بوخمادة على أن بعض الدول المارقة تسعى لدمار وخراب ليبيا، موضحاً أن قطر وتركيا ترسل الأسلحة لخلايا إرهابية متواجدة في الغرب الليبي وتدعم المجموعات المتطرفة.

ومع تزايد التحشيدات العسكرية حول مناطق الهلال النفطي (سرت والجفرة)، أمر بوخمادة بتسيير أرتالاً من قواته إلى منطقة الحقول النفطية لتأمينها من أي هجمات محتملة والحفاظ على مقدرات الليبيين. 

وفي يونيو الماضي، وجه آمر القوات الخاصة اللواء ونيس بوخمادة، رسالة واضحة، من داخل المعسكر للمجندين حول ما يحدث على الأرض، قائلاً إن عناصر المشاة البحرية والضفادع البشرية وأفرادا من سرية حماية بني وليد، تتجه لمنطقة الحقول النفطية لتحصينها تحسباً لأي هجمات وتأمينها ضد التهديدات المحتملة مع اقتراب خطوط المواجهة من مدينة سرت.

وفي نفس الوقت الذي يؤدي فيه بوخمادة رسالته على أكمل وجه، طالب في يونيو الماضي، كافة الأجهزة الأمنية والشرطة باتخاذ كامل الإجراءات القانونية والإدارية ضد أي فرد أو وحدة تتبع القوات الخاصة يُثبت تدخله في شؤون الأراضي العامة والخاصة بما يحفظ حقوق الليبيين جميعاً، وفي إطار الحرص على ضبط وتنظيم عمل وحدات القوات الخاصة.

وشدد بوخمادة في كتاب وجهه إلى جميع وحدات القوات الخاصة على منع التدخل في شؤون هذه الأراضي ما لم تكن المعاملة صادرة من المكتب الاجتماعي التابع للقوات الخاصة، وبإشراف مباشر من آمر القوات وبتأشيرة من النيابة العامة أو المحامي العام.