خطة الإخوان المسلمين في ليبيا.. لهذه الأسباب تساند تركيا “السراج” بقوة

0
151
رجب أردوغان وفايز السراج والإخوان المسلمين
رجب أردوغان وفايز السراج والإخوان المسلمين

تساؤلات متعددة تثار حول التواجد التركي في ليبيا، والدفع بقوات ومرتزقة وأسلحة متطورة في مواجهة الجيش الوطني الليبي، المؤكد أنها ليست مصالح تركية كما تزعم أنقرة بل هناك مخطط أخر تتكشف خيوطه يوماً تلو الآخر.

المؤكد أيضاً أن مصالح جماعة الإخوان المسلمين هي هدف رئيس لتدفع أنقرة بثقلها وراء حكومة الوفاق، ورئيسها فايز السراج، كشفت عنها تقارير صحفية، عن وجود ما يسمى بخطة الإخوان السرية في ليبيا وشمال أفريقيا، يعمل على إنفاذها الرئيس التركي رجب أردوغان قبل عام 2028.

المفكر الليبي صلاح الحداد، عضو مجلس شورى التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، في السابق- حتى عام 2002- قال إن الخطة الإخوانية قائمة بالأساس على السطو على ليبيا وشمال إفريقيا، بدأت منذ عام 2006، وكشفها أردوغان عام 2018 أثناء احتفال لتنظيم الإخوان بذكرى تأسيسه الـ90 في إسطنبول.

وخلال الحفل، أعلن أردوغان عن نيته الاحتفال بمئوية التنظيم في طرابلس، التي ستكون عاصمة الدولة الإخوانية في شمال إفريقيا، وفق الحداد، والذي أكد أن خطة الجماعة ازدادت وضوحاً مع وصول الجيش الليبي إلى مشارف العاصمة طرابلس، وقتها كشر التنظيم عن أنيابه وأفصح عن خطته الدولية علناً للعالم أجمع، وهدد بحرق شمال أفريقيا.

وجاء التهديد على لسان رئيس المجلس الأعلى للدولة الاستشاري خالد المشري، في مقابلة تلفزيونية له على هامش زيارته إلى موسكو، بتاريخ 22 مارس 2019.

وأضاف القيادي الإخواني المنشق، في تصريحات صحفية، أن وضع الفرع الإخواني الليبي يختلف عن بقية الأفرع الأخرى، لأنه ببساطة وضعت على عاتقه تحقيق خطة التنظيم الدولي 2028، ما جعل ليبيا مرتعاً لكل تنظيمات الإخوان وقياداتهم ومليشياتهم، إلى جانب حلفائهم من دول إقليمية وغربية، تسعى جميعها لتنصيب الإخوان حكاما على ليبيا.

ويسعى العثمانيون الجدد بقيادة رجب أردوغان إلى تأسيس قواعد عسكرية في ليبيا، تكون منطلقاً لمناوراتهم ومناورات التنظيم الإرهابي لزعزعة دول المنطقة وضرب أنظمتها للسيطرة على البحر المتوسط من خلال ليبيا لمحاصرة أوروبا وخنق مصر، بأهداف اقتصادية واستعمارية ومحركات أيديولوجية. وفق الحداد.

وتابع: “التعليمات صدرت من تنظيم الإرهاب الدولي لتركيا أردوغان العضو في التنظيم الدولي، بالتدخل العسكري في ليبيا وبدأ سرياً منذ 2012، إلى أن صار علنياً إلى يومنا هذا، موضحا أن طرابلس هي المعقل الأخير والمرتكز في شمال أفريقيا”، مشيراً إلى أن معظم وأهم اجتماعات التنظيم الدولي الدورية، منذ عضويته فيه، كانت تعقد في تركيا لعقود، وحتى قبل وصول أردوغان إلى سدة الحكم عام 2002.

الحداد قال إن التنظيم الدولي سخر كل إمكانياته المادية والبشرية تحت تصرف الإخوان في ليبيا وساعدهم في اختراق أجهزة الدولة ومؤسساتها الحيوية كالبنك المركزي والمؤسسات الخيرية، كمؤسسة القذافي للجمعيات الخيرية، والمؤسسة الإعلامية التي كانت تعرف باسم مؤسسة ليبيا الغد وذلك بعد الترويج لمراجعات فكرية مزعومة.

وأوضح الحداد أن ذلك جرى تحت غطاء ما سمي صفقة مشروع التوريث، أي توريث الحكم إلى سيف نجل العقيد الراحل معمر القذافي، الذي استضافهم ودعمهم لتحقيق رغبته في الحكم ومكن لهم في إطار ما أطلق عليه تطوير ليبيا.

ومثلت أحداث فبراير 2011 نقطة بداية التمكين الفعلي، بالسيطرة على مفاصل الحكم في ليبيا ومن أهمها المناصب الوزارية والقيادية في المؤسسات السيادية، مثل البنك المركزي والمؤسسة الليبية للاستثمار والمصرف الخارجي، والمؤسسة الوطنية للنفط، ومؤسسة البريد والاتصالات، بالإضافة إلى تشكيل مليشيات الدروع في فبراير 2011 لإطباق السيطرة على ليبيا بجيش إخواني من الإرهابيين، وللحيلولة دون قيام الجيش الوطني النظامي بمهامه. يقول الحداد.

وأشار إلى أن ثورة 30 يونيو في مصر، كانت بمثابة طعنة في ظهر التنظيم القوى، وسقوط الذراع الرئيس له في مصر، وبالتالي كانت هناك حالة هياج في التنظيم، فسارع عناصره في ليبيا لاغتيال عسكريين وشرطة وقضاة وإعلاميين وناشطين مدنيين في مدينة بنغازي خشية تكرار التجربة المصرية في ليبيا. حسب قوله.

واستطرد: الإخوان حولوا شرق ليبيا إلى إمارة متطرفة ترفرف عليها رايات داعش السوداء، وقد كانوا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق نصر كاسح على كل شرق ليبيا والوصول إلى الحدود المصرية، للدخول مع الجيش المصري في اشتباكات ومناوشات عسكرية، كتلك التي تحدث في سيناء، لولا تصدي الجيش الليبي لهم بقيادة المشير خليفة حفتر عام 2014، بإمكانيات بسيطة، إلى أن تم دحرهم من شرق البلاد وجنوبها، وصولا إلى أجزاء كبيرة من غربها.