عبر منظمة “آرا باتشي”.. إيطاليا تواصل سعيها لتوطين المهاجرين غير الشرعيين بجنوب ليبيا

0
466

تعيش ليبيا في حالة من الفوضى بسبب الانقسام السياسي الذي أثر على كل مؤسسات الدولة، إلى جانب التدخلات الغربية في شؤونها الداخلية طمعاً في استغلال أرضها ومواردها الغنية بالنفط والغاز.

ومؤخراً كشف مخطط لتوطين المهاجرين غير الشرعيين في الجنوب الليبي، لمنع عبورهم إلى أوروبا، عبر منظمة آرا باتشي الإيطالية الغير حكومية تحت غطاء إقامة مشاريع زراعية.

وكانت منظمة آرا باتشي الإيطالية عقدت اجتماع مع عدد من عمداء بلديات جنوب ليبيا، في مدينة باري الإيطالية، بالتنسيق مع وزارة الحكم المحلي في حكومة الوحدة، لمناقشة إقامة مشاريع زراعية في شهر أبريل الماضي، طرحت خلاله مبادرتها لتوطين المهاجرين غير الشرعيين.

وذكرت المنظمة أن المبادرة تهدف إلى إنشاء (مركز الصحراء للسلام)، ويكون مقره مدينة سبها، ويعمل المركز في مجال السلام والتنمية الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات في الجنوب الليبي.

وأشارت المنظمة إلى أن المبادرة تهدف لإدماج السكان المحليين ومجتمعات المهاجرين غير الشرعيين في الجنوب من خلال فتح مكاتب توفر خدمات تعليمية، مشاريع مدرة للدخل، ممارسة الزراعة المبتكرة، مبادرات اجتماعية وثقافية ورياضية .

إلا أن هذه المبادرة وجدت رفضاً من عمداء البلديات خلال الاجتماع، ووجدت رفضاً أيضاً واسعاً في الأوساط الليبية، في مقدمتها مؤسسات المجتمع المدني في فزان التي أعربت في بيان أصدرته أبريل الماضي، عن رفضها مشروع لتوطين الأفارقة في الجنوب الليبي عبر منظمة آرا باتشي الإيطالية.

وأكدت في البيان أن سكان الجنوب بجميع مكوناته يرفضون التوطين بجميع أشكاله، مشيرين إلى أن هذه القضية تمس كل الليبيين وليس أهل فزان فقط.

وطالبت وزارة الخارجية بإيقاف هذه المنظمة ومتابعة نشاطها في كل مدن ومناطق ليبيا، وجهازي الأمن القومي والمخابرات العامة بالتعامل بحزم مع عبث المنظمات التي تحمل أجندات التقسيم ونهب الثروات والتنصير.

كما عبرت الحكومة الليبية المكلفة عن رفضها مشروع لتوطين الأفارقة في الجنوب الليبي عبر مبادرة منظمة آرا باتشي، وأصدر نائب رئيس الحكومة سالم الزادمة، بيان أكد فيه أن كافة التدخلات الأجنبية الفجة في قضايا ليبيا السياسية والأمنية سببها رفض السلطات المهيمنة على الغرب الليبي لمخرجات الاتفاق السياسي، وعدم احترام الإجراءات الدستورية التي اتخذها مجلس النواب.

وأعلن مجلس الأمن القومي الليبي أيضاً رفضه لمبادرة آرا باتشي، ودعا كافة المؤسسات والوزارات والقطاعات الليبية إلى ضرورة توحيد الصف وعدم السماح لمثل هذه المشاريع بالعبث في مقدرات الشعب الليبي والمساس بأمنها القومي وعدم تلبية أي دعوة للمشاركة من أي دول أو منظمات أجنبية سواء في داخل ليبيا أو خارجها إلا بعد أخذ الموافقة من الجهات المعنية وعلى رأسها وزارة الخارجية والتعاون الدولي.

ورغم كل هذا الرفض واصلت المنظمة تنفيذ مخططها باستغلال ضعاف النفوس ليكونوا الأداة الطيعة لتنفيذ هذا المخطط على أرضهم ووسط أهلهم، وتمكنت من تحقيق هدفها بتوقيع اتفاقية ظاهرها زراعي وهدفها فعلاً زرع وغرس وتوطين المهاجرين غير الشرعيين في جنوب ليبيا.

إلا أن جهاز الأمن الداخلي من خلال الرصد والمتابعة الأمنية لعمل المنظمات في ليبيا، توصل إلى معلومات مؤكدة تدل عن عزم منظمة “آرا باتشي” بدء تنفيذ مخططها، والقى القبض على المتورطين في التعاون معها وأحالهم للنائب العام.

وذكر جهاز الأمن الداخلي في بيان، أن رئيسة المنظمة لديها علاقة قوية داخل ليبيا، منحتها الضوء الأخضر لتنفيذ مشروعها الضبابي حتى يكون الخط الأول لمنع تدفق المهاجرين إلى أوروبا.