من يتحكم في العاصمة طرابلس؟.. لا صوت يعلو فوق صوت الميليشيات

0
256

لم يعلم عالم الاجتماع الروسي ماكسيم شوغالي، أن الكلمة والدعوة التي منحتها له حكومة الوفاق ورئيسها فايز السراج، لزيارة العاصمة طرابلس، هي طرح من الخيال، فلا سيطرة للحكومة المرتهنة للميليشيات على مناطق نفوذها. 

 

فما بين فوضى أمنية تتفاقم وتمركزات لمتطرفين ومرتزقة، ومقرات أعدت خصيصاً لضباط أتراك، ومنطقة تجوال لميليشيات مصراته، هكذا حال العاصمة طرابلس. 

 

فحينما كان يستطلع العالم الروسي آراء اللييبين، رصد فوضى عارمة في شوارع العاصمة، لا يعرف مع أي جهة أمنية يتعامل، لكنه فوجئ بميليشا قوة الردع الخاصة، تلقي القبض عليه ومرافقيه. 

 

قوة الردع الخاصة 

تعد الحاكم بأمره في شوارع العاصمة طرابلس، تنفذ الاعتقالات وعمليات الخطف والاختفاء القسري ضد المسؤولين في الدواوين الحكومية، خاصة المالية منها. 

 

ويقود تلك المليشيا، المطلوب أمنياً عبد الرؤوف كارة، وهي القوة الأكثر تسليحا وتعددا، يبلغ عددها نحو 5 آلاف متطرف، غالبيتهم من الشباب، وتتخذ من قاعدة معيتيقة، مقرا لها. 

 

ميليشيات طرابلس

ميليشيا الردع الخاصة وحدها ليست صاحبة الكلمة في العاصمة، غير أن هناك ميليشيات رئيسية وأخرى صغيرة داخل المدينة.

 

وأبرز تلك الميليشيات رئيسية، هي: كتيبة ثوار طرابلس، وتنتسب إلى حكومة الوفاق، وتسيطر على محاور كثيرة بالعاصمة، كذلك كتيبة بوسليم وقائدها عبدالغني بلقاسم الككلي، وتشتهر الكتيبة باسم “غنيوة”، وكتيبة النواصي، جميعها كانت ممولة قطريا، ولكن بعد سنوات من النهب والابتزاز، أصبح قادتها ينعمون في المليارات بينما المواطن الليبي يعاني. 

ميليشيات مصراته

ليست بعيدة عن الواجهة، بل تريد تركيا وجماعة الإخوان أن تؤول لها السيطرة الكاملة على العاصمة، فهي الجناح الأقوى لها، في ظل امتعاض ميليشيات طرابلس، من وجود الأتراك، وهو ما تحدثت عنه تقارير. 

 

ويدعم هذا التوجه، وزير داخلية حكومة السراج، فتحي باشا آغا، ابن مصراته، ووجه جماعة الإخوان السياسي الجديد. حاول في الأشهر الماضية إثارة الأمور، بهجوم على ميليشيا النواصي، وتوعد رجالها بالسجن، وقالها صراحة: “نحن نريد تفكيك الميليشيات والإجرام المنظم الذي تغلغل ومد جذوره، ويهدد رجال الشرطة والأمن، ورجال الجيش الحقيقيين”.

 

الضباط الأتراك

هؤلاء أيضا يتحكمون في إدارة المدينة، في يناير الماضي، أعلنت تركيا عن تدخلها رسميا في ليبيا، بخبراء وعسكريين ومرتزقة، لتتغير خريطة المشهد داخل العاصمة الليبية طرابلس.

 

ويتمركز الضباط الأتراك في الكلية الجوية بمصراته، ومطار امعيتيقة أيضاً_يتخذون من المدنيين دروعاً بشرية_ لإدارة جبهات المعارك ضد الجيش الليبي، حيث مراكز التحكم في الطائرات المسيرة، وغرف العمليات، كذلك محاور: عين زارة ومشروع الموز ومشروع الهضبة ومحور الزهراء السواني.

 

متطرفون فارون

ويتواجد بالعاصمة الليبية، ميليشيات وجماعات متطرفة، منها فارين من مدن المنطقة الشرقية، بعد تطهيرها من قبل الجيش الوطني، شكلوا جبهة في محاولة لعرقلة تقدم الجيش في المنطقة الغربية. 

ومن بين المتطرفين، تنظيم أنصار الشريعة، والجماعة الليبية المقاتلة- فرع تنظيم القاعدة فى ليبيا، ومجالس شورى ثوار بنغازى ودرنة وإجدابيا.