كردان أم الشهداء يحكي ملحمة “آل حرير”.. عائلة ناضلت ضد داعش من أجل ليبيا

0
724

هي “خنساء” هذا العصر، ضربت نموذجاً حياً في القوة والصبر والمثابرة، وأعطت دروساً في الوطنية والاحتساب عند الله، هي تلك الأم التي وجدت أن التضحية بأبنائها شيئاً عادياً أمام بقاء الوطن، فكانت بحنانها درعاً وسنداً لأمة ذاقت مرار الإرهاب الأسود لسنوات عدة.

فما بين قصة الخنساء، الصحابية الجليلة التي فقدت أبنائها في حروب الفرس بالعراق، وبين قصة أم “آل حرير” التي فقدت أبنائها في حروب الدواعش تشابها كبيرا، وربما تطابقا، فكلا السيدتين وضعتا أبنائهما حبسا في سبيل الله، دون خوف أو قلق الأمهات المعتاد، مات كل أبناء الخنساء في حرب واحدة طويلة الأمد، وكذلك أم الأبطال أم آل حرير.

أما عن الملحمة التي خلدها التاريخ الوطني الليبي في مقاومة الإرهاب، فبدأت باشتباكات بين شباب عائلة عيسى أحرير المنصوري، مع عناصر تنظيم داعش، بمنطقة شيحا غربي مدينة درنة، بعدما هاجم أكثر من 30 إرهابياً بقيادة المدعو “حسن بوذهب” منزل عائلة عيسى أحرير المنصوري، بزعم القصاص من “محمد عيسى أحرير المنصوري” و تطبيق الحد عليه، لقتله أحد أعضاء التنظيم أثناء الدفاع عن أرضه.

واستمرت الاشتباكات بين عائلة عيسى أحرير المنصوري، وتنظيم داعش الإرهابي لنحو 12 ساعة، انتهت بمقتل ستة أفراد من العائلة بينهم امرأتان وإصابة الوالدة بعد تفجير المنزل بالعبوات الناسفة بمن فيه.

وقتل من صفوف تنظيم داعش 10 أشخاص وجرح أكثر من 20 آخرين، وهو ما دفع التنظيم للتنكيل بجثث ضحايا المنصوري، في محاولة لاسترداد هيبته بالمدينة، فصلب 3 جثامين من العائلة بالمدخل الغربي للمدينة الواقعة شرقي ليبيا.

استمرت عائلة عيسى أحرير المنصوري، في مقاومة تنظيم داعش بالأسلحة الخفيفة والمتفجرات وقتلوا أحد قادته الذي يدعى حسن بوذهب، الأمر الذي دفع عناصر التنظيم إلى تفجير المنزل، وقتل أربعة أشقاء من العائلة وملاحقة وتصفية شقيقتين في مستشفى الهريش.

تنظيم داعش لم يكتفي بجريمته بل وتوعد سكان درنة بتصفية كل من يحاول الاقتراب من جثامين آل المنصوري، أو حتى إقامة العزاء للعائلة.

وطالت تهديدات داعش أفراد العائلة من خارج المدينة، ففي إحدى المقابلات الصحفية، كشفت فايزة أحرير المنصوري، عن أنها وشقيقتها أسماء كانا يردن الذهاب إلى درنة لحضور مراسم الدفن، لكن وصلتهن تهديدات من التنظيمات الإرهابية بأن دمهما مهدور وفي حال دخولهما درنة ستقتلان.

شارك في الهجوم الذي شنه داعش على منزل أحرير، متطرفين عرب، أبرزهم المتطرف المصري هشام عشماوي، والذي تم إعدامه في 4 مارس 2020، بعدما تمكنت قوات الجيش الوطني من اعتقاله بعد تحرير درنة وتسليمه للسلطات المصرية لارتكابه عدة جرائم إنسانية داخل مصر.