قال رئيس المؤسسة الليبية للإعلام السابق، محمد بعيو، إن حديث رئيس حكومة الوحدة الوطنية، المنهية صلاحيتها، عبد الحميد دبيبة، عن الانتخابات الليبية ليس هذيان بل هو مشروع وهدف متطرفي الإخوان.
وأضاف بعيو، عبر صفحته على “فيسبوك”: ” منذ سنوات وأنا أكتب وأتكلم عن مشروع تقسيم لــيـبـيــا، وإقامة إمارة إسلامية في الغرب الليبي، عاصمتها السياسية طرابلس، وعاصمتيها الحقيقيتين القويتين بالمال والسلاح، جناحها الشرقي مصراتة، وجناحها الغربي الزاوية”.
وقال: ” أما بقية الغرب والجنوب الغربي الليبي من جبل نفوسة ومحيطه الصخري والسهلي، حتى فزان وامتدادها الصحراوي والحدودي، فتكون مناطق أطراف تدفع لقيادة الإمارة جزية الخضوع والولاء، مقابل حصول سكانها الذين لا حَول لهم ولا قوة على الأمن والغذاء”.
وتابع: ” هذا المشروع التدميري التخريبي للكيان الليبي، والتمزيقي القاتل للدولة الليبية والشعب الليبي، يطرحه ويتبناه ويعمل لتنفيذه، دون يأس ولا كلل، الطيف القطبي المتطرف من تنظيم الإخوان المسلمين، وبعض حلفائهم من تنظيم القاعدة الليبي، الذين يمارسون التقيّة بالظهور بمظهر الشيوخ المعممين، والحديث الكاذب عن الدولة المدنية الديمقراطية، والتمسك المزعوم بآليات وأسس وقيم الدولة الحديثة، من الدستور إلى الإنتخابات إلى التداول السلمي على السلطة، والحرية والعدالة”.
وقال بعيو: “نجح هذا التيار المتشدد، في دس سمومه وألغامه القاتلة، في مشروع الدستور الذي صاغته لجنة الـ 60، بتضمينه أبواب ومواد تؤسس دون شك لدولة دينية ثيوقراطية استبدادية ظلامية، على الطريقة الملالية الإيرانية بل ربما أسوأ”.
وتابع: “ومن الغريب أن وجدنا كثيرين من أعضاء تلك الهيئة المنتخبة، منتهية الولاية، من المحسوبين على الخط الوطني، والبعيدين عن الانتماء للتيار الإسلاموي بوجوهه المخادعة، يدافعون عن الدستور المعيب، ربما سوء تقدير منهم للمخاطر والعواقب، وربما عن عناد ومكابرة على الطريقة الليبية، التي تقول هذا دستورنا كتبناه ووقعناه، ولا يمكن أن نسمح بمناقشته أو تعديله أو التراجع عنه”.
واستكمل بعيو: “لا يمكن أن نحصل على كل ما نريد، وقد تنازلنا للتيار الإسلامي عن بعض مواقفنا المعارضة للنصوص المقترحة منهم، مقابل تنازلهم عن بعض مطالبهم، متناسين أن سطراً واحداً من بضع كلمات قد يُلغّم ويفجر دستورا كاملاً من آلاف السطور، وأن العقلية الإسلاموية الماكرة، تعودت اللعب على النصوص والتلاعب بالكلمات، وقد فعلت ذلك بالنصوص القرآنية والسنة النبوية”.
وقال: ” هذا تماماً ما يحدث وبشدة وضراوة هذه الأيام، وما يمارسه ويعمل لتنفيذه الطيف الإسلاموي المتطرف، مستغلين حمق وجنون وتهافت العائلة الحاكمة، التي تريد البقاء بأي ثمن، لأنها تخشى وربما تعرف ثمن زوالها القريب عن سلطة حكومة طريق السكة، وعن سطوة بيت مال طريق الشط”.