أثار لقاء عقده المبعوث الأمريكي لدى ليبيا وسفيرها ريتشارد نورلاند مع رئيس الحكومة المتوقف عن العمل المرشح الرئاسي عبد الحميد دبيبة، تساؤلات من جانب البعض بشأن أهدافه في هذا التوقيت.
لقاء دبيبة والمبعوث الأمريكي، خلق حالة من الاستغراب على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب تسليط الضوء عليه من جانب السفارة الأمريكية دون غيره من اللقاءات التي جمعت السفير بالمرشحين الآخرين.
ما دفع البعض إلى طرح سؤال مهم: بأي صفة يلتقي دبيبة نورلاند؟.. هل بسبب أنه رئيس حكومة يديرها من خلف الستار بعد توقفه عن العمل في 21 نوفمبر الماضي أم بصفته مرشح للرئاسة الليبية؟
وقالت السفارة الأمريكية في ليبيا في بيان لها إن السفير نورلاند التقى بعبد الحميد الدبيبة لمناقشة القضايا الليبية الرئيسية في سياق حملته الانتخابية.
كما أكدت أن السفير شارك وجهة النظر الأمريكية مع المرشحين “بأنهم عليهم القيام بحملتهم الانتخابية بشكل منفصل عن مناصبهم العامة أو مكاتبهم”.
لكن يبدو أن السفارة وقعت في تناقض شديد، ففي وقت حذرت من استغلال المنصب في الدعاية الانتخابية، أبرزت لقاء السفير مع المرشح دبيبة دون أن تسلط نفس الضوء في لقاءاته مع المرشحين الآخرين.
وقدم عبد الحميد دبيبة الشهر الماضي أوراق ترشحه لانتخابات الرئاسية الليبية، بالمخالفة لقانون الانتخابات، وخاصة المادة 12، والتي تشترط على المرشح التوقف عن عمله قبل 3 أشهر من إجراء الانتخابات التي كانت مقررة في 24 ديسمبر المقبل، حيث استمر رئيس الحكومة في مهام عمله حتى 21 نوفمبر الماضي.
كما أن دبيبة بترشحه خالف تعهده السابق أمام ملتقى الحوار والذي قدمه كتابياً وشفهيا، بعدم الترشح للانتخابات التي سترعاها الحكومة المؤقتة.
وتنص خارطة الطريق، على إجراء الانتخابات الليبية في 24 ديسمبر المقبل، إضافة إلى تعهد أعضاء السلطة التنفيذية المؤقتة التي ترعى الاستحقاق بعدم الترشح للانتخابات.
ويثير الصمت الأممي والأجنبي، تجاه مخالفة دبيبة لتعهداته وعدم التزامه بخارطة الطريق، علامات استفهام بشأن دور المجتمع الدولي في ليبيا وهل يسعى إلى الحل أم يزيد الأمر تعقيداً.