ذكرى رحيل أسد صاعقة ليبيا.. رحل بوخمادة وبقت بطولاته خالدة

0
605
اللواء ونيس بوخمادة
اللواء ونيس بوخمادة

حَفر اسمه بحروف من ألماس في ذاكرة وطن طالما عُرف بأبناءه المجاهدين المثابرين، رفض أن تكون بلده طُعمة في أيادي الطامعين، ولقمة صائغة في أفواه الإرهابيين والمتطرفين، فكان أول من تصدوا لهم، وكان ممن سيشهد التاريخ على مجدهم وتضحياتهم، إنه “الفهد الأسمر” اللواء ونيس بوخمادة. 

تحل علينا اليوم، ذكرى وفاة واحد من أبطال ليبيا وأعلامها، اللواء ونيس بوخمادة، بإحدى مستشفيات مدينة بنغازي، إثر وعكة صحية تعرض لها، أحد قادة القوات المسلحة العربية الليبية، والذي لعب دوراً هاماً ومحورياً في دحر المتطرفين والإرهابيين، حيث لقنهم دروساً ستظل عالقة لسنوات وسنوات في الذاكرة الليبية.

حقق “أسد الصاعقة” كما كان يُلقب، انتصارات كبيرة في معارك قوات الجيش الليبي النوعية، وبالتحديد في بنغازي ودرنة، مع انطلاق عملية الكرامة 2014.

اللواء ونيس بوخمادة، كان اليد التي وحدت كتائب القوات الخاصة تحت راية القوات المسلحة العربية الليبية، وخاض بها معارك شرسة في جبهات عدة، ضد ميليشيا عُرفت باسم “أنصار الشريعة” و”17 فبراير” ومجلسي شوري ثوار بنغازي ودرنة، في أعقاب مبايعتهما لتنظيم داعش الإرهابي.

وعلى الرغم من استهداف معسكرات الصاعقة من قبل المتطرفين والإرهابيين، وأبرزهم استهداف معسكر القوات الخاصة ببنغازي بعدد من الانتحاريين، إلا أن قواته كانت لها دائما الكلمة العليا والحسم، فكان بمثابة حجر العثرة الذي أرق هؤلاء ووقف أمام مخططاتهم للسيطرة على ليبيا.

وفي مطلع عام 2018، سَطر اللواء بوخمادة سطوراً جديدة في المجد العسكري، عندما أعلن انتقال قواته إلى محاور مدينة درنة، لمواجهة الجماعات الإرهابية المتطرفة، وبعد إتمام تحرير المناطق التي وقعت تحت سيطرة هؤلاء، تم العثور على أسلحة عليها أختام قوات أجنبية كانت تدعمهم بالسلاح والعتاد.

كما أمر أسد الصاعقة بتسيير الأرتال العسكرية إلى الهلال النفطي، بعدما تزايدت التحشيدات العسكرية حوله من أجل السيطرة عليه وعلى خيراته، إلا أن القوات الخاصة الليبية قامت بتأمين حقول النفط للحفاظ على ثروات الشعب الليبي.

وكان له مواقف حاسمة، عندما وجه جميع الأجهزة الأمنية والشرطة باتخاد الإجراءات القانونية والإدارية ضد أي فرد يتبع القوات الخاصة بثبت تدخله في شؤون الأراضي العامة أو الخاصة حتى يتم الحفاظ على حقوق الليبيين.