السفراء الأجانب في ليبيا .. ماذا يفعلون؟

0
300
سفراء في ليبيا
سفراء في ليبيا

حدد قانون العمل الدبلوماسي الدولي، مهام ومسؤوليات سفراء ومبعوثي الدول، وفق حقيبة دبلوماسية لا يخرج عنها، وإلا خرج عن سياق وظيفته.

الوضع في ليبيا غير ما أقرته قوانين العمل الدبلوماسي، فسفراء غربيون يؤدون مهاماً خارج حقيبتهم الدبلوماسية، وهو ما يعطي مؤشرا حول مزيد من التدخلات في الشأن الليبي.

سفراء دول غربية مارسوا أعمالا مشبوهة وأبرموا صفقات وتدخلات غير مقبولة في الشأن الليبي، فما بين عمل ميداني ولقاءات مسؤولين بحكومة الوفاق ومسؤولي مصارف وقيادات بالمجتمع المدني، جعلت من أحدهم مستشاراً للمؤسسة الوطنية للنفط.

ومنذ أحداث فبراير 2011، جعل السفراء لأنفسهم صلاحيات كثيرة خارج نطاق عملهم الدبلوماسي، تنفيذا لأجندات دولهم ومصالحها في ليبيا.

وخلال العامين الماضيين، عقد سفراء غربيون لقاءات وتدخلات مشبوهة، آخرها في 30 مارس المنقضي، حينما أجرى السفير الأمريكي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، اتصالا هاتفياً بوزير مالية الوفاق بومطاري، شدد فيه على ضرورة ضمان صرف أجور القطاع العمومي والتخصيص الفوري للتمويلات اللازمة للمركز الوطني لمكافحة الأمراض، والبلديات وغيرها.

وقالت السفارة الأمريكية، في بيان لها، إن “نورلاند” رحب بكل المحاولات لتحسين التنسيق بين قادة السياسة الاقتصادية، بما في ذلك من خلال عقد مجلس إدارة المصرف المركزي بطرابلس والتواصل المباشر بين وزارة المالية والمصرف المركزي من أجل الحفاظ على استجابة حكومة الوفاق بأكملها لهذه الأزمة الصحية المحتملة.

وفي 7 مارس من العام الجاري، التقى السفير الألماني في ليبيا أوليفر أوفتشا النساء المنتخبات بالمجالس البلدية، ضمن احتفالات اليوم العالمي للمرأة، وذلك حسبما نشر على صفحته الرسمية بموقع تويتر.

وفي يونيو الماضي، عقد السفير الإيطالي في ليبيا جوزيبي بوتشيني غاريمالدي، لقاءاً مع عميد وعدد من أعضاء المجلس البلدي وممثلي المدينة بمجلسي النواب والأعلى للدولة، قالت عنه السفارة الإيطالية: “لدعم العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة وتعزيز التعاون مع إيطاليا والشركات الإيطالية”.

وكان هناك لقاء أخر في لـ”غاريمالدي”، 13 فبراير 2019، التقى فيه ممثلي بلدية مصراته، وناقشوا خلاله كيفية تيسير عودة الشركات الإيطالية المرتبطة بعقود عمل في ليبيا، خصوصًا تلك العاملة في قطاع البنية التحتية ولها شريك محلي.

وقبل نهاية فبراير 2019، التقى سفير تركيا لدى ليبيا سرحت أكسن محافظ مصرف ليبيا المركزي، الصديق الكبير، لبحث آخر المستجدات الخاصة بعودة الشركات التركية العاملة في ليبيا، ومناقشة آلية التعاون بين مؤسسات الدولة في البلدين.

وفي 25 أكتوبر 2018، التقى السفير الألماني “أوفتشا” وفداً من عمداء البلديات بمقر السفارة الألمانية. وزعم السفير في تغريدة له بموقع “تويتر”، أن زيارة وفد البلديات يعتبر تعزيزا لنظام الحكم المحلي، والذي يمثل أحد أولويات التعاون بين ليبيا وألمانيا.

ولم يكن السفير البريطاني السابق لدى ليبيا بيتر ميليت، بمعزل عن تلك اللقاءات والصفقات المشبوهة، فهو مستشار المؤسسة الوطنية للنفط. الليبية.

تقول تقارير صحيفة إن السفير البريطاني كان يعمل لصالح المؤسسة الوطنية للنفط، ويرعى حلقات التواصل المباشرة بين بريطانيا والتحالف الإخواني في ليبيا، ويُدير مصالحهما المشتركة.

وتابع التقارير أن ميليت مسؤول يقود لوبي بريطاني إخواني داخل مؤسسة النفط، وله علاقات وثيقة بشركة فيتول النفطية ومصالح متبادلة مع رئيس المؤسسة مصطفى صنع الله.

وعُين السفير البريطاني السابق مستشاراً للمؤسسة الوطنية للنفط، وهو ما أكد على العلاقات الوطيدة التي تربطه بالجهات المُسيطرة على المؤسسة وكذلك المصرف المركزي في ليبيا من الإخوان المسلمين.