أجرى القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، حواراً مع الإعلامي المصري مصطفى بكري، تحدث فيه عن عملية الكرامة، التي أطلقها الجيش الليبي عام 2014، وعن العقبات والأزمات، والمؤامرات والخيانات عن الحرب الضروس التي خاضها الجيش الوطني الليبي ضد الميليشيات والمرتزقة، عن تطورات الحاضر وآفاق المستقبل، عن رؤيته للعلاقة مع مصر عن الأمن القومي العربي، وعن الأوضاع الدولية وانعكاساتها على الواقع الليبي والعربي على السواء.
وقال المشير خليفة حفتر: لقد عاشت ليبيا حالة من الفوضى قبل 2014، صراعات داخلية وتدخلات خارجية، انتشار السلاح بين المواطنين، عمليات القتل التي كانت تجرى في الشوارع جهاراً نهاراً.
وتابع: أن البلد كان يعج بالأزمات والمشاكل، قوى أجنبية تمد يدها بالمساعدة للميليشيات المتصارعة بالأسلحة والمعدات الثقيلة، لقد استولوا على مخازن الأسلحة التي خلفها الجيش الليبي وكانت الأعداد كبيرة أكثر من 230 ألف عنصر مسلح، عناصر جاءت إلى ليبيا من الخارج، كان الكل يريد أن يرث مرحلة ما بعد سقوط النظام، ملايين القطع من الأسلحة كانت في يد الكثيرين.
وذكر أن الشعب الليبي كان يئن والأزمات تتفاقم بفعل الإرهاب الذي استشرى في كل مكان على الأراضي الليبية والمظاهرات خرجت في مناطق متعددة تطالب بعودة الجيش والشرطة للقضاء على العناصر الإرهابية المسلحة وكانت البلاد تعيش مأساة حقيقية.
وأكد حفتر في حديثه مع الإعلامي مصطفى بكري أن شهر فبراير 2014 شهد اقتحامًا للمقار والمصالح الحكومية والأمنية احتجاجًا على تردى الأوضاع وجرت عملية نهب وسلب وإحراق لم تستثن أيا من مقار الحكومة أو المؤتمر الوطني، كان طبيعياً أمام تردى الأوضاع أن تُطلق عملية الكرامة، لم نكن نهدف إلى سلطة أو إلى مغنم، كانت قضيتنا ولاتزال هي أمن البلاد ووحدتها واستقراراها.
وقال المشير خليفة حفتر: إن عملية الكرامة واجهت أزمات عديدة وعقبات متعددة، لكن رغم أننا كنا مجموعة محدودة من الضباط والجنود ولكن كان لدينا إيمان كبير وعزيمة لا تلين وبدأنا وانطلقت الدعوة في كل مكان على أرض ليبيا واتخذنا من منطقة “الرجمة”، جنوب بنينا بعد معارك شرسة، سيطرنا على القاعدة الجوية والمطار المدني.
وتابع حفتر أن عناصر الإرهاب كانت تزحف من بنغازي إلى بنينا حتى استطاع الجيش في 14 أكتوبر 2014، استرداد المنطقة من الإرهاب ويتذكر المشير بالقول: كانت معارك بنينا من أهم المعارك. لقد شكلت انتصارا قوياً رفع من معنويات الشعب والجيش والشرطة على السواء وكانت ثورة الكرامة من البداية تشكل طوق النجاة للكثيرين، كان الشعب الليبي بقبائله المختلفة وعناصره الوطنية في كل المناطق يدعم عملية الكرامة ويعتبرها قوة لاسترداد الدولة.
واستكمل حفتر قائلا: لم أتردد، فالمقاتل لا يعرف الهروب من الميدان، كنت أعرف من البداية أن المهمة صعبة لكنني صممت على بناء الجيش من العدم وتسليحه وبث روح الأمل والحماس فيه من جديد، ونجحنا جميعا في بناء قوة صغيرة سرعان ما نمت، حيث استقبلنا في معسكراتنا ضباطا وجنودا سابقين وحاليين انضموا إلينا، وشبابًا جاءوا إلينا من كافة القبائل لإنقاذ ليبيا من الإرهاب والإرهابيين.
واستطرد حفتر في حواره مع بكري: كانت المعارك في بنغازي عنيفة، عمليات كر وفر، هجمات مدعومة من الخارج، لم نيأس وبحلول عام 2016 سيطرت قوات الجيش الليبي على نحو 90% من المدنيين، لم نتوقف ولم نكتف بل صممنا على تحرير كل جزء من أرض بنغازي حتى جاء يوم 6 يوليو 2017 ليعلن الجيش عن تحرير بنغازي بعد ثلاث سنوات متواصلة من الحصار والقتال، وهكذا الحال في درنة وغيرها من المناطق التي حررها الجيش الليبي والتي وصلت إلى غالبية المناطق والأراضي الليبية.
وقال المشير حفتر: ما يريده الشعب الليبي نحن معه لابد أولا: من انسحاب المرتزقة وتفكيك الميليشيات قبل أي انتخابات، هذا هدف سبق أن قرره إعلان القاهرة ومؤتمر برلين وغيرهما، المرتزقة والميليشيات هم أعداء هذا الوطن ولا يجب السكوت عنهم تحت أي حجة ولأى سبب، نحن رحبنا بخطوة اختيار المجلس والحكومة المؤقتة حتى إجراء الانتخابات لكننا في نفس الوقت نصر على التمسك بالثوابت، لا مهادنة مع الإرهاب والإرهابيين، لا وجود ولا بقاء للميليشيات والمرتزقة على أرض ليبيا، لن نقبل أبدا بإدماج الإرهابيين أو المرتزقة في الجيش الوطني الليبي، هذا جيش ليبيا وليس جيش الميليشيات الإرهابية أو المرتزقة الذين يحكمون من الخارج.
وعن الانتخابات قال حفتر في حواره: نحن لسنا ضد إجرائها في الموعد المحدد ولكن بشرط طرد المرتزقة من أراضي ليبيا وهذه مهمة المجتمع الدولي الذي سبق أن طالب بوقف تصدير السلاح إلى ليبيا، وضرورة سحب المرتزقة من الأراضي الليبية، وفى النهاية أنا مع خيار الشعب الليبي، ونحن ندرس حاليا الموقف من كافة أبعاده وسنعلن عن موقفنا من كل هذه التطورات في الوقت المناسب.
وقال المشير «حفتر»، حول العلاقة مع مصر: علاقتنا بمصر هي علاقة استراتيجية، وقد قلت قبل ذلك وما زلت أقول إن ارتباطنا بالأشقاء في مصر هو ارتباط مشاعر ووجدان روحي قبل أن يكون تعبيراً عن مصالح متبادلة.
وختم حفتر: نحن لا نفرق أبدا بين الجيش الليبي والجيش المصري، لن ننسى للرئيس عبدالفتاح السيسي مواقفه الداعمة لوحدة ليبيا، والمطالبة بعودة الأمن والاستقرار وطرد المرتزقة وتفكيك الميليشيات الإرهابية.. إن مواقف مصر لن تنسى، ومواقف الرئيس السيسي وحكمته وقدراته لها كل احترام لدينا، ويوم أن أصدر إعلان القاهرة اعتبرنا أن ذلك يمثل الرؤية الاستراتيجية للحل في ليبيا، ونحن ندعم هذا الإعلان الذي تم بالتشاور معنا ومع رئيس مجلس النواب الليبي، ونحن ندعم مصر في كافة المواقف والوعى بالمخاطر التي تحيق بالبلدين بل أكاد أقول بالمنطقة بأسرها وقال: إننا ننسق مع كافة البلدان العربية من أجل تحقيق الأمن والاستقرار على أرض ليبيا ونحن دومًا مع الحوار الذي ينطلق من الحرص والمصلحة الليبية وندعم ذلك بكل قوة.
- حادث غوط الشعال.. مسلسل الفوضى في طرابلس عرض مستمر
- جنايات بنغازي تقضي بحبس تشكيل عصابي حاول الاستيلاء على 25 مليون دينار
- الوطنية لحقوق الإنسان تدين مقتل امرأة حامل وإصابة زوجها على يد مسلحين بطرابلس
- شركة “هونداي” الكورية تباشر أعمالها بمشروع محطة غرب طرابلس البخارية
- مدير صندوق تنمية ليبيا يشارك في مؤتمر “طموح أفريقيا” بباريس
- دبيبة يناقش مع عمداء وأعيان 6 بلديات الملفات الخدمية والتنموية والاجتماعية
- ليبيا.. حكومة الوحدة تتابع الإجراءات التنفيذية لاستكمال مشروع المجمع الوزاري الجديد
- حكومة الوحدة الليبية تبحث ترحيل المهاجرين غير شرعيين طوعيا
- ليبيا.. ضبط وتفكيك شبكة تخصصت في تجارة المخدرات بدرنة