بعد تكرار حوادث القتل الأسرية.. هل ليبيا في حاجة لقانون حماية الأسرة من العنف؟

0
227
ليبيا

كثيرة هي الجرائم الأسرية في الشارع الليبي، الأمر الذي يفتح تساؤلات حول أسباب ذلك، خاصة وأن أغلب تلك الوقائع طالت أطفال.

وخلال رمضان المبارك، وقعت أكثر من حادثة راح ضحيتها نحو 3 أطفال، هزت جميعها الرأي المحلي والجهات الحقوقية المعنية بحقوق الإنسان والأسرة.

ومؤخراً شهدت مدينة أجدابيا حادثة قتل، هزت الرأي العام الليبي، كونها لطفلة لم تتجاوز 3 سنوات، على يد والدها وزوجته.

ولفظت الطفلة أنفاسها الأخيرة، بعدما جلدها والدها وعذبها بالماء الساخن هو وزوجته حتى الموت، وهو ما كشفت عنه وحدة تحريات قسم البحث الجنائي في أجدابيا.

ووضع الأب طفلته بعدما حرقها بالماء الساخن، في غرفة مغلقة إلى حدود التاسعة ليلاً، واتفق مع زوجته على الاتصال بأحد أقاربها لنقلها إلى المستشفى بعد خروجه من المنزل، والادعاء بأن الحروق الموجودة على جسم ابنته ناتجة عن انسكاب مياه ساخنة عليها عند دخولها المطبخ. وتم توقيفهما وإحالتهما إلى النيابة العامة لينالا جزاءهما، وثبت تعاطي الأب للمخدرات.

وجاءت هذه الحادثة بعد أسبوع من جريمة شهدتها منطقة كاباو بمدينة الجبل الغربي، راح ضحيتها أسرة كاملة (أب وزوجته الحامل وابناهما)، قتلت رمياً بالرصاص على يد إخوة الأب بسبب خلاف حول الميراث.

ووقعت حادثة كاباو، عند صلاة المغرب وراح ضحيتها الأب والأم وطفل وطفلة، عند دخول شخصين ملثمين لبيت العائلة ليقتلا من فيه، يقول البلاغ الأمني: كانت عائلة فاضل عاشور تستعد للإفطار وكانت الأم تجهز فطورها إذ باغتها المجرمون وقتلوهم بدم بارد.

وتداول رواد مواقع التواصل، مقطع فيديو، أظهر العائلة غارقة في دمائهم على مائدة طعام رمضان.

وألقت الأجهزة الأمنية في العاصمة القبض على المتهمين بعد هروبهم من مدينة كاباو، وتم ضبطهم في منطقة النجيلة بضواحي العاصمة طرابلس، وفور بدء التحقيق اعترفوا بما نسب إليهم من جرائم.

حادثة أخرى، شهدتها طرابلس، في أواخر أبريل الماضي، حيث قتل شخص شقيقته، في طريق المطار بالعاصمة الليبية، بعدما تهجم عليها ورفيقتها في سيارتهما أمام سوق مول ليبيا في منطقة طريق المطار، وقتلت إحداهما وأصيبت الأخرى بإصابات خطيرة.

وقال البيان الأمني، إنه فور ورود المعلومات حول الواقعة وبوجود سيدتين بإحدى المصحات الطبية لمركز شرطة طريق المطار، أحدهما مفارقة للحياة والأخرى بالعناية المشددة، انتقلت وحدة التحقيقات للمعاينة.

وتم إجراء الكشف على المجني عليها (ع) التي تبين وجود إصابات بعيار ناري في البطن واليدين والجانب الأيسر من الظهور وأما صديقتها (م) التي كانت برفقتها فكانت إصابتها شديدة حيث تعرضت بطلقات نارية في الساق اليسرى والحوض.

وذكرت صديقة القتيلة في محضر التحقيق أن مشاكل عائلية بين المجني عليها وعائلتها هي سبب التهجم عليها، ثم جرى تداول معلومات حول قيام القاتل بالهروب لمنطقة الجبل.

وطالبت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا مجلس النواب بإصدار قانون حماية الأسرة من العنف ومواءمة القوانين المحلية مع الاتفاقات الدولية، خصوصاً اتفاقية حقوق الطفل، واتفاقية القضاء على كل أشكال التمييز ضد المرأة.

واعتبرت اللجنة، الاستمرار في عدم إصدار القانون يسهم في استمرار العنف ضد الأطفال والنساء في المجتمع، موضحة أن هذه الحوادث تتأتى في ظل الانفلات الأمني وانتشار السلاح والإفلات من العقاب.