بعد مقتل إدريس ديبي.. هل تصل موجات العنف إلى الجنوب الليبي والساحل الأفريقي؟

0
308

أكد تليفزيون دولة تشاد الرسمي، اليوم الثلاثاء، مقتل الرئيس التشادي إدريس ديبي، متأثراً بإصابته خلال معارك ضد متمردين شمال تشاد.

وجاء مقتل إدريس ديبي بعد ساعات من كشفت النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية في تشاد، والتي أظهرت فوزه بفترة ولاية سادسة، وحصوله على 79 %، وسط تصاعد وتيرة العنف في الدولة الواقعة في وسط إفريقيا.

ويفتح مقتل إدريس ديبي، الكثير من التساؤلات حول مصير منطقة دول الساحل الأفريقي والجنوب الليبي الملتهبة، لكونها تشهد نشاطاً للتنظيمات متطرفة ومتمردين وقوى معارضة- اتخذت من الأراضي الليبية مستقراً على مدار سنوات- تسعى للسيطرة على أقاليم ومناطق حكومية.

ورغم مزاعم الجيش التشادي، القضاء على أرتال عسكرية للمتمردين قدمت من ليبيا إلا أن المؤشرات على الأرض خلاف ذلك، وما يؤكدها اليوم مقتل إدريس ديبي، وما أعلنت عنه ما تسمى “جبهة التغيير والوفاق” المتمردة المتمركزة على الحدود الشمالية مع ليبيا بشأن سيطرتها على إقليم “كانم” الواقع على بعد نحو 220 كيلومترا من العاصمة نجامينا.

والسبت، قال المتحدث باسم الجيش التشادي، عظيم برمينداو أغونا، إن القوات الحكومية قتلت ما يزيد على 300 مسلح وأسرت 150، أن 5 جنود حكوميين قتلوا وأصيب 36.

الجنوب الليبي في ورطة 

وفق تقارير محلية وعالمية، فإن الأوضاع في الجنوب الليبي ومنطقة الساحل الأفريقي تؤول للأسوء، كونها تنشط فيها مجموعات مسلحة تشادية تمركزت على مدار سنوات في الجنوب الغربي الليبي، ونشطت في تهريب الوقود والمخدرات وبيع السلاح، ونقل المهاجرين غير الشرعيين، ناهيك عن وجود ظهير لها غرب ليبيا، حين دعمت ميليشيات حكومة الوفاق في معاركها ضد الجيش الوطني الليبي، وبالتالي قد تكون هناك تحركات أشبه برد الجميل، لتعزيز سيطرة المتمردين على شمال تشاد من الجانب الليبي.

ويعزز ذلك التصور، ما يراه مراقبون في الشأن الأفريقي، أن ليبيا هي الحاضنة الوحيدة للحركات المسلحة في المنطقة، ونقطة للانطلاق لتعزيز الصراع داخل تشاد، وبالتالي سيكون هناك تدخل لأطراف دولية، وتحديداً من الجانب الفرنسي، قد تصل إلى حد ضربات عسكرية تطال الجنوب الليبي، وشمال تشاد، لصد المتمردين، وللحد من اتساع رقعة الصراع إلى دول الساحل ووسط إفريقيا، والتي ستكون “مهددة” بشكل حقيقي، فقد تدفع انتصارا ت المتمردين في تشاد المتمردين في نيجيريا والنيجر إلى تكثيف ضرباتهم.

الباحث المصري، عبد الغنى دياب، أكد ذلك، وقال إن مقتل الرئيس التشادي ديبي سيكون له أثر بالغ على الأوضاع الإقليمية في المنطقة، خصوصاً وأن المعارك قد تستمر بين الجيش التشادي وقوات المعارضة المنطلقة من ليبيا، مع تعيين محمد إدريس ديبي رئيساً للمجلس الانتقالي، وإعلان حل البرلمان وإعلان حالة الطوارئ وإغلاق الحدود البرية للبلاد.

وأضاف في تصريحات خاصة لصحيفة الشاهد الليبية، أن العملية ربما يكون لها تأثيرات أمنية مستقبلية على الجنوب الليبي الذي يعاني في الأساس من ترهل أمني، وهو ما سمح لمجموعات مسلحة تشادية بدخول الأراضي الليبي ونشوب معارك على الحدود الليبية التشادية بين القوات النظامية والمجموعات التابعة لحركة “جبهة التغيير والوفاق” المتمردة المتمركزة على الحدود الشمالية.

وأكد أن هذه المنطقة ربما تشهد صراعاً مدعوماً من جهات دولية في المرحلة المقبلة، متوقعا مواجهات غير مباشرة بين باريس وأنقرة الطامحتان في تعزيز وجودهما في ههذ المنطقة.

ماذا لو خسر المتمردون التشاديون معركتهم؟

يفتح هذا السؤال الباب حول سيناريو أكثر سوءاً، فحال خسارة المتمردين معركتهم للسيطرة على العاصمة أنجامينا، سيجدون أنفسهم مضطرون للعودة إلى الأراضي الليبية، مما يدفع بها إلى مزيد من التحشيد والتجنيد، ومحاولة السيطرة على الحقول النفطية وبعض المدن في الجنوب، لتعزيز تواجدها في تلك المنطقة.

وعلى مدار أسبوعين تزايدت حدة التحذيرات من الوضع في منطقة الساحل، درجة دعت الولايات الأمريكية رعايها إلى مغادرة المنطقة، وكذلك مجلس النواب الليبي دعا إلى تعزيز التواجد العسكري على الحدود الجنوبية لليبيا.

والخميس، دعت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الليبي، إلى تكثيف التواجد الأمني على الحدود الليبية التشادية لمنع أي خروقات قد تضر باستقرار البلدين الجارين، مؤكدة على ضرورة أن تكون السلطات الليبية المختصة على أهبة الاستعداد، وأن تعمل على تكثيف التواجد الأمني على الحدود الليبية التشادية.

وشددت اللجنة على أن ملف الجنوب الليبي يجب أن يكون أولوية حكومة الوحدة الوطنية، مؤكدة على ضرورة العمل على هذا الملف بما يعود بالاستقرار والتنمية على سكانه.