هكذا فَتحت “فبراير” أبواب ليبيا للإرهاب والإرهابيين

0
541

10 أعوام مرت، على أحداث فبراير 2011 في ليبيا، البعض أطلق عليها “ثورة” والبعض الأخر يرى أنها جاءت وبالا على الدولة والشعب، فأطاحت بنظام يراه البعض ظالما، وجاءت بغيره من أصحاب المطامع والراغبين في السلطة والنفوذ، والأهم من ذلك، فتحت أبواب البلاد على مصراعيها للإرهاب والإرهابيين.

لم يَنعم الشعب الليبي، منذ اليوم الأول لتلك الأحداث، بيوم هانئ، ولم شعروا بالأمان، بعدما سيطر التطرف على البلاد، واحتلت الميليشيات التي تخدم أجندات خارجية الدولة، وسيطرت على كافة مفاتيحها، فلا يمكن لأحد أن يتخذ قرار لا يرغب فيه آمريها، فانتشر القتل العَمد والخطف والاغتيالات، وباتت البلاد جهنم لأهلها.

فَتحت أحداث “فبراير”، للإرهاب بابا لدخول البلاد، فبعد اندلاع تلك الأحداث، استغل التيار الإسلامي المتطرف الفرصة جيدا، ونشر خلاياه في كل مدن ليبيا، ومع تعاقب الأحداث وخلو ليبيا من سلطة وقوة حقيقية تضبط الأمور أمنيا، ظهرت تشكيلات مسلحة تابعة لجماعات إسلامية شديدة التطرف، وسيطرت على مناطق بل ومدن بأكملها.

اقرأ أيضاً: دعموا الإرهاب والانقسام.. كيف استغلت جماعة الإخوان “فبراير” لسرقة السلطة في ليبيا؟

“فبراير” التي بدأت بفوضى عارمة، كانت سببا رئيسيا في دخول تركيا للبلاد، فرئيسها رجب طيب أردوغان، وجد في تلك الفوضى، الفرصة الأنسب لدخول البلاد ونهب خيراتها ومقدراتها، واعتبرته جماعة الإخوان في ليبيا الأب الروحي والداعم الأول لها، إلا أنه يعمل لمصلحته فقط، فهم لا يعلمون أن أردوغان يمكن أن يبيعهم في أي وقت طالما اقتضت مصلحته ذلك.

استغل أردوغان الوضع الأمني المتدهور في ليبيا، ودفع بـ “صبيانه” من التنظيمات المتطرفة ليحكموا قبضتهم على البلاد، لم يكتف بذلك فقط، فقد عمد على إرسال مرتزقة سوريين من المناطق التي سيطر عليها في سوريا إلى ليبيا، مقابل 2000 دولار لكل منهم شهريا، ليزيد من وطأة الإرهاب وسيطرته في ليبيا، وبعث بضباط أتراك للإشراف على هؤلاء المأجورين.

خَدم أردوغان مصالحه من ناحية، ومنح الطامعين في السلطة ما كانوا يرغبون فيه، فقد ساند المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، وهو أحد جوانب الإخوان المظلمة في البلاد، وساعدهم في تثبيت أقدامهم في غرب ليبيا، فآلت لهم الأمور هناك، سيطروا على كل شئ، وتحكمت ميليشياتهم في قرارات الدولة.

اقرأ أيضاً: 10 سنوات على أحداث 17 فبراير في ليبيا: سوداء تلك الليالي التي طالت علينا

“فبراير” كانت سببا رئيسيا، في ظهور شخصيات، أصبح لهم دور كبير في السنوات التي تلت الأحداث، في خراب البلاد وفتح أبوابها للمحتل التركي الجديد، وعلى رأسهم عبد الحكيم بلحاج، وهو ما صُنف داخل ليبيا ودوليا على أنه “إرهابي”، إلا أنه بين أنصاره في ليبيا يعتبرونه “سياسي”، ميليشاوي استغل الأحداث لنشر الفوضى باسم الدين.

“بلحاج” كان الخادم الأمين لأردوغان، خاصة وأن مصالحه تلاقت مع مصالح الأتراك، فسخر شركة الأجنحة للطيران، التي يمتلكها، لنقل مرتزقة أردوغان السوريين من سوريا إلى الأراضي الليبية لتعميق جراح البلاد، على الرغم من أنها شركة ليبية للطيران المدني، وكأنه ينقل الموت لبلاده، حتى أنه أصبح من المفضلين لدى النظام التركي.

وكشفت “فبراير” عن الوجه الأخر للعديد ممن يتحدثون باسم الدين، إلا أنهم في واقع الأمر كانوا المنافقين الذي حذر منهم الدين، وعلى رأسهم الإخواني علي الصلابي، فهو ضرب نموذجا في النفاق، فبعد أن كان رجل سيف الإسلام القذافي المدلل، أظهر نفسه بعد أحداث فبراير على أنه “الثائر الحق” الذي ناضل من أجل ليبيا والليبيين.

اقرأ أيضاً: دعم الميليشيات وإرسال المرتزقة ونقل الأسلحة.. تفاصيل مؤامرة قطر لتقسيم ليبيا

لم يختلف علي الصلابي، عن أستاذه والمفتي المعزول الصادق الغرياني المقيم في تركيا، وينفذ أوامر ولي نعمته أردوغان، “الغرياني” هو أحد دعاة الدم في ليبيا والذين استغلوا “فبراير” للظهور على الساحة كداعية وأحد الأئمة، إلا أن كان السبب في قتل الكثير من الأبرياء، وله العديد من الفتاوى الظالمة وأهمها أنه أحل قتل ضباط الجيش الليبي وطالب المواطنين بعد الذهاب للملكة العربية السعودية لأداء العمرة وفريضة الحج.

“فبراير” سمحت لجماعات متطرفة شديدة الخطورة بالتواجد في ليبيا والسيطرة على مدن بأكملها، مثلما سيطر تنظيم الدولة “داعش” على عدد من المدن والموانئ النفطية، قبل أن يتمكن الجيش الوطني الليبي في عملية “الكرامة” من القضاء عليهم، بينما فتحت مدن سيطرت عليها حكومة الوفاق أحضانها لها ولغيرها من المتطرفين مثل تنظيم القاعدة كمدينة مصراته وعدد من مدن الغرب الليبي.