لم يتوقع أكثر المتفائلين، أن تسمح جماعة الإخوان داخل ليبيا وخارجها، بأي محاولات للم الشمل نحو تحقيق مصالحة حقيقية في ليبيا، فراحت تهاجم رئيس المجلس الرئاسي الجديد لمجرد زيارته لشرق ليبيا.
انتهجت جماعة الإخوان، نهج “الأب الروحي الجديد” للجماعة، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وطبقت رغبته كاملة في ليبيا، وعلى عكس ما يحاول أردوغان أن يصطنعه ويظهر بتصريحات داعمة للحل السياسي في ليبيا وتأييد للخطوات التي تشهدها البلاد، كان الإخوان وحلفاءها من ناحية أخرى يهاجمون كل من يسعى لإحياء السلام وتطبيقه ووقف نزيف الدم.
وشنت جماعة الإخوان وإعلامها ولجانها ومنصاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هجوم غير مبرر على رئيس المجلس الرئاسي، واعتبرته “لا يرغب في السلام”، وذلك بعد زيارته لمدينة بنغازي، ومقابلته لقائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، لبحث عملية السلام في ليبيا.
خرج الإخواني خالد المشري، والذي سبق أن انسحب من سباق التصويت على اختيار السلطة التنفيذية المؤقتة الجديدة في ليبيا، بتصريحات حادة، هاجم فيها، لقاء القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر والدكتور محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الجديد وقال نصا: “أول القصيدة كفر” في إشارة منه أن أول خطوات “المنفي” خاطئة.
وصف المشري تلك الزيارة بأنها “غير موفقة” خاصة قبل تسلم المنفي مهامه بشكل رسمي، زاعما أن لقاء الطرفين رسالة سلبية لليبيين، ولا علاقة لها بالتوافق الوطني وأن ذلك اللقاء سيتسبب في معاناة ومآسي في الفترة القادمة _ على حد زعمه _ متناسيا أن تلك الزيارة واجبة كخطوة للتحدث مع كافة الأطراف الليبية.
خطوة المشري التي وجه فيها انتقادات لرئيس المجلس الرئاسي الليبي الجديد محمد المنفي، تبعها وابل من الانتقادات عبر أشخاص محسوبين على جماعة الإخوان في ليبيا، وشنت القنوات التابعة للجماعة والتنظيم ومصانتهم على مواقع التواصل الاجتماعي هجوما عنيفا ووجهوا السباب لرئيس المجلس الرئاسي واعتبروه انحاز لجانب على آخر.
المسؤول الإعلامي لمليشيات ما يعرف بـ بركان الغضب، عبدالمالك المدني، انتقد اللقاء عبر صفحته على موقع “فيسبوك”، ووصفه بالكارثة، وبعدها مباشرة أعلن صالح جعودة، عضو تنظيم الإخوان الإرهابي، وما يعرف بمجلس الدولة الاستشاري أنه “خدع في محمد المنفي عقب لقائه مع المشير حفتر”.
أما عضو المجلس الاستشاري، عبدالرحمن الشاطر، فقال إن المنفي أعاد تجربة السراج المحبطة ويبدو أن عشمنا لم يكن في محله، أما صلاح البكوش، مستشار لجنة الحوار الأسبق بمجلس الدولة، قال لا خير في المنفي فلا تمنحوه الثقة، وقالت ربيعة عبدالرحمن أبوراص، نائبة منشقة وعضو ملتقى الحوار السياسي، إن رئيس المجلس الرئاسي على خطى الغراب الذي قلد مشية الحمامة.
لما يكن ذلك الهجوم مجرد صدفة، فبالتزامن مع هذه التصريحات، خرجت تصريحات “تركية” ترفض السلام وتهدد بمزيد من الحرب، حيث أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار في مؤتمر عسكري تركي، أنه رغم تقدم العملية السياسية إلا أن إطلاق النار مستمر وسيستمر، وزاد الأمر تأكيدا بعدما تم رصد طائرات تركية متوجهة ناحية الغرب الليبي لنقل العتاد والمرتزقة، على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في جينيف.
والتقى القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، برئيس المجلس الرئاسي الجديد الدكتور محمد المنفي، في مدينة بنغازي، حيث تضمن اللقاء تأكيد القوات المسلحة على دعم التداول السلمي للسلطة.