وسط مشهد سياسي ليبي يتسم بالهشاشة والتجاذبات المؤسسية، عاد الانقسام ليُخيّم على أروقة المجلس الأعلى للدولة، عقب انتخاب محمد تكالة رئيساً جديداً للمجلس خلفاً لخالد المشري، في جلسة مثيرة للجدل عقدت الأحد الماضي.
وبينما رحبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بمخرجات الجلسة واعتبرتها خطوة إيجابية نحو كسر الجمود، وجّه الرئيس السابق خالد المشري انتقادات حادة للبعثة، متهماً إياها بـ”الانحياز والتدخل غير المبرر في نزاع قضائي داخلي”.
وأعرب الرئيس المنتخب محمد تكالة، عن امتنانه لدعم البعثة الأممية، واعتبر بيانها بمثابة دعم دولي لمبدأ التوافق داخل المجلس، مؤكداً أن انتخابه تم في أجواء وصفها بـ”الوحدة والانفتاح”.
وأشار مكتب رئاسة المجلس الجديد إلى التزامه بمسار تشاركي لا يُقصي أحداً، وحرصه على التعاون مع الشركاء الدوليين بما يخدم المسار السياسي الليبي.
من جهتها، وصفت بعثة الأمم المتحدة الجلسة التي شارك فيها 95 عضواً من أصل 145 بأنها جرت في “ظروف طبيعية وشفافة”، مشيرة إلى أن حضور ثلثي الأعضاء يُعد مؤشراً على توافق واسع داخل المجلس، كما اعتبرتها خطوة لكسر الجمود الذي شلّ أعمال المجلس في الأشهر الأخيرة.
في المقابل، عبّر خالد المشري عن رفضه التام لما وصفه بـ”تدخل البعثة في نزاع قضائي منظور”، مؤكداً أن الاعتراف بجلسة وصفها بـ”غير الشرعية” يُعد تجاوزاً لسيادة القضاء الليبي.
وأشار إلى ما اعتبره “موقفاً متناقضاً” من البعثة، مُذكّراً بحضورها السابق لجلسة 28 أغسطس 2023، والتي شددت خلالها على ضرورة انتظار الأحكام القضائية قبل حسم مسألة القيادة.
ورأى المشري في بيان البعثة الأخير انحيازاً غير مقبول، واتهمها بمحاولة التأثير على التوازن الداخلي في المجلس، و”قطع الطريق على الحل الليبي – الليبي”، مطالباً باحترام النظام الداخلي للمؤسسة التشريعية وترك القضاء يؤدي دوره دون تدخلات خارجية.
وتأتي الجلسة التي شهدت انتخاب تكالة في سياق حالة من الجمود والانقسام التي طالت المجلس الأعلى للدولة طيلة الأشهر الماضية، في ظل تصاعد الخلافات حول شرعية القيادة وآليات اتخاذ القرار.
وعلى الرغم من مشاركة غالبية الأعضاء، فإن طعن المشري وبعض حلفائه في قانونية الجلسة يعكس عمق الانقسام، ويفتح الباب أمام مسارات قانونية قد تُعقّد المشهد مجدداً.
ويُنتظر أن يصدر حكم قضائي بشأن طعن المشري على الجلسة، ما قد يُعيد ترتيب أوراق المشهد داخل المجلس، ويحدد ما إذا كانت القيادة الجديدة ستحظى بغطاء قانوني مستقر أم ستُواجَه بمزيد من النزاع المؤسسي.
ويبقى المجلس الأعلى للدولة أمام اختبار حقيقي لمصداقيته كجسم سياسي مؤثر في المسار الانتقالي، في ظل انقسامات داخلية تتجدد مع كل استحقاق، وسط مراقبة حذرة من الأطراف الأممية والدولية.
وبينما يرى البعض في انتخاب تكالة خطوة نحو تجديد القيادة وتحريك المياه الراكدة، يراها آخرون قفزاً على التوافق ومساراً يزيد من تعقيد الأزمة الليبية، التي لا تزال تبحث عن مؤسسات مستقرة تحظى بثقة الداخل وتفاهم الخارج.
- بعد البعثة الأممية.. بعثة الاتحاد الأوروبي تعترف برئاسة “تكالة” لمجلس الدولة الليبي
- ليبيا.. مؤسسة النفط تبحث مع وزارة المالية آليات تسييل ميزانيتها لمعالجة ديونها المتراكمة
- مصرف ليبيا المركزي يمدد فترة استقبال طلبات تأسيس شركات ومكاتب الصرافة حتى 31 أغسطس
- لمواجهة الشح المائي.. بلدية بني وليد تبدأ حفر آبار بعمق يصل إلى 1000 متر
- للمرة الثانية.. لماذا أوقفت “استئناف طرابلس” قرار الدبيبة بتغيير رئيس جهاز الشرطة القضائية؟
- استئناف طرابلس توقف قرار “الدبيبة” بإقالة رئيس جهاز الشرطة القضائية للمرة الثانية
- أورلاندو يبحث مع حكماء المنطقة الغربية خارطة الطريق السياسية
- اعتماد نتائج الشهادات العامة في ليبيا بنسبة نجاح 56.62%
- طقس ليبيا اليوم الأربعاء.. أجواء معتدلة شمالاً والحرارة تصل لـ 43 درجة
- مشاورات أممية مع لجنة “6+6” لتعديل الإطار الانتخابي قبيل إعلان خارطة الطريق الجديدة
- مقتل مواطن في أجدابيا.. تفاصيل جريمة مروعة تكشفها الأجهزة الأمنية
- الكوني والدبيبة يبحثان توحيد الجهود لإنجاح الاستحقاقات الوطنية
- الدبيبة يتابع انطلاق البرنامج الوطني للإسكان وترتيبات تمويله من مصرف ليبيا المركزي
- الطرابلسي يبحث مع القائم بأعمال سفارة النيجر تنظيم عودة المهاجرين غير الشرعيين
- الدبيبة يبحث مع الكاتب الصحفي محمود البوسيفي أوضاع الإعلام في ليبيا