تقرير: هانيبال القذافي يطلب اللجوء إلى جنيف بعد 15 عاماً من أزمته مع سويسرا

0
267
هانيبال القذافي

قالت صحيفة بليك السويسرية، إن نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، هانيبال القذافي، تقدم بطلب لجوء إلى سويسرا، وتحديداً إلى مدينة جنيف، رغم أنه كان سبباً في واحدة من أسوأ الأزمات الدبلوماسية التي نشبت بين البلدين قبل أكثر من 15 عاماً. 

ووصفت الصحيفة الخطوة بأنها “مفارقة جارحة”، إذ إن الرجل الذي هدد مصالح سويسرا في 2008، يعود اليوم طالباً حمايتها من زنزانته في بيروت.

وتعود تفاصيل الأزمة إلى يوليو 2008 حين أوقفت الشرطة في جنيف هانيبال القذافي بعد اتهامه بإساءة معاملة اثنين من خدمه في أحد الفنادق الفاخرة، وما إن انتشرت صوره موقوفاً، حتى اندلعت أزمة دبلوماسية غير مسبوقة، حيث هدد النظام الليبي وقتها بقطع النفط، واحتجز رجلَي أعمال سويسريين كرهينتين، وأغلقت السفارة، ما أجبر الحكومة السويسرية على تقديم اعتذار علني على لسان رئيسها، دون أي مقابل فوري.

تضيف الصحيفة أنه بعد مقتل والده وسقوط نظامه عام 2011، دخل هانيبال القذافي في دوامة جديدة، إذ تم توقيفه عام 2015 في لبنان على خلفية التحقيق في اختفاء الإمام موسى الصدر عام 1978، رغم أنه لم يكن يتجاوز الثالثة من عمره وقت الحادثة. ومنذ ذلك الحين، محتجز دون محاكمة، وسط اتهامات من محاميه وعائلته بأن احتجازه سياسي ويخضع لضغوط انتقامية.

ووفقاً لمقربين ومصادر لبنانية، أشاىت الصحيفة إلى أن القذافي الابن عبّر عن رغبته في طلب اللجوء في سويسرا، مستنداً إلى قواعد الحماية الدولية، وخاصة اتفاقيات جنيف، لكن وزارة الخارجية السويسرية رفضت التعليق، وأكدت أن الجهة المختصة هي أمانة الدولة للهجرة، والتي شددت بدورها على أنها لا تفصح عن أي حالة فردية، وأن كل طلب يُدرس وفق القانون.

كما لفتت إلى أن اسم هانيبال لا يزال يثير حساسيات في الأوساط السياسية السويسرية، كونه مقترناً بواحدة من أكثر الفصول إهانة للدبلوماسية السويسرية، ومنحه اللجوء قد يُنظر إليه كفتح جرح قديم لم يندمل بعد.

وتشير الصحيفة إلى أن عائلة هانيبال كثفت مؤخراً تحركاتها الدبلوماسية، حيث خاطبت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، للفت الانتباه إلى ما وصفوه بـ”الاحتجاز التعسفي” و”الظروف غير الإنسانية” التي يعيشها في السجن اللبناني.

وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن مصير هانيبال القذافي لا يزال رهينة حسابات سياسية معقدة بين بيروت وطرابلس، وقد تتحول سويسرا – رغم حذرها – إلى طرف مؤثر في هذا الملف، إن هي قبلت طلب اللجوء.