مهدداً المحاصيل الزراعية والأمن الغذائي.. الجراد الصحراوي يغزو جنوب ليبيا

0
351

تشهد مناطق الجنوب الليبي انتشارًا واسعًا لأسراب الجراد الصحراوي، ما أدى إلى تدمير المحاصيل الزراعية وإلحاق أضرار جسيمة بالغطاء النباتي، وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة في ظل غياب إمكانيات كافية لمكافحته.

وأكد المركز الليبي لأبحاث الصحراء وتنمية المجتمعات الصحراوية أن المزارع في الجنوب تواجه خطرًا حقيقيًا بسبب موجات الجراد، في ظل نقص حاد في التجهيزات اللازمة للمكافحة، حيث تعتمد السلطات على وسائل بدائية لا تكفي للتعامل مع حجم الكارثة.

من جانبه، حذَّر الناطق باسم اللجنة الوطنية لمكافحة الجراد، حسين البريكي، من أن الجراد دخل مرحلة التزاوج ووضع البيض، ما يزيد من احتمالات تكاثره سريعًا، داعيًا إلى تحرك عاجل لتجنب كارثة بيئية وزراعية.

وأكد أن الإمكانيات المتاحة غير كافية، حيث تعاني فرق المكافحة من نقص في المبيدات وآلات الرش، ما يعيق الجهود الرامية للحد من انتشار الجراد.

في هذا السياق، عقد رئيس لجنة إعادة تنظيم الجنوب، اللواء جمال العمامي، اجتماعًا موسعًا بمدينة تراغن لوضع خطة طارئة لمواجهة الأزمة. وقرر تشكيل غرفة طوارئ لمتابعة عمليات المكافحة، مشددًا على ضرورة التنسيق بين الجهات المعنية لضمان استجابة فعالة.

وأعلن العمامي عن إطلاق المرحلة الثانية من خطة المكافحة، التي تستهدف القضاء على الأطوار الجديدة للجراد فور انتهاء المرحلة الأولى، خاصة إذا توافرت الظروف البيئية الملائمة لتكاثره.

وبحسب منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، فإن الجراد الصحراوي يعد من أخطر الآفات المهاجرة، حيث يمكن أن يضم كيلومتر مربع واحد من أسرابه ما يصل إلى 80 مليون جرادة، تستهلك في يوم واحد كمية من المحاصيل تعادل استهلاك 35 ألف شخص، مما يجعله تهديدًا مباشرًا للأمن الغذائي وسبل العيش الريفية.

ويرى مراقبون أن انتشار الجراد في ليبيا يعود إلى الأمطار الغزيرة والفيضانات الأخيرة، إضافة إلى دخول أسراب جديدة من السودان وتشاد والنيجر، ما فاقم الوضع.

في المقابل، يعكس عجز السلطات الليبية عن السيطرة على الأزمة عمق الانقسام السياسي، حيث لم تتمكن الحكومتان في طرابلس وبنغازي من تنسيق جهود مشتركة لمواجهة الخطر الذي يهدد الجنوب.

ويؤكد خبراء أن الحل الأمثل لمكافحة الجراد الصحراوي يكمن في التعاون الدولي، عبر الاستفادة من تجارب الدول المجاورة في استخدام تقنيات متطورة لرصد الأسراب والتعامل معها قبل تفشيها على نطاق أوسع.