التغير المناخي في الواجهة.. دراسة: إعصار دانيال الأكثر فتكا في أفريقيا منذ 1900

0
165
تأثير إعصار دانيال في درنة
تأثير إعصار دانيال في درنة

قدمت دراسة حديثة تفسيرات علمية جديدة للفيضانات المدمرة التي تسببت في دمار واسع بمدينة درنة وما جاورها خلال كارثة العاصفة دانيال. 

وأشارت الدراسة، وفق مجلة “نيتشر” البريطانية، إحدى أبرز الدوريات العلمية في العالم، أعدها الباحثان جوناثان سي إل نورماند وعصام حجي، إلى أن الطبيعة الشاذة لمياه الأمطار المحملة بالأتربة جراء تآكل الساحل، تسببت في حدوث فيضان طيني ضاعف من الأضرار.

وأكدت المجلة البريطانية أن إعصار دانيال الأكثر فتكا في القارة الأفريقية منذ العام 1900، بالمقارنة مع أي ظاهرة مناخية أخرى، وذلك بالنظر إلى أرقام الخسائر البشرية والمادية. 

وأوضحت، أن الزيادة الكبيرة في درجات الحرارة في جنوب أوروبا والمياه الساخنة في المتوسط أدت إلى زيادة شدة العاصفة المدارية بشكل كبير، وبالتالي وصولها للسواحل، على عكس ما كان يحدث مع العواصف المتوسطية الأخرى التي تنتهي في البحر.

ونبهت الدراسة إلى دور التغير المناخي في زيادة شدة العاصفة وأثرها المدمر، إلى التوصية بإعادة تصميم جزء كبير من المدن الساحلية في البحر المتوسط لتكون داخل مناطق قاحلة لتحسين قدرتها على الصمود في مواجهة الظواهر المتطرفة. 

ولفتت الدراسة إلى تآكل الشريط الساحلي بعد العاصفة دانيال في ليبيا، وذلك بعد معاينة الأضرار الشديدة والملحوظة وسط درنة وسوسة، حيث تعرض 66% و48% من مساحتهما، على الترتيب، لأضرار متوسطة إلى عالية، وبالتالي تؤكد هذه الأرقام حاجة مهندسي المدن وصناع السياسات إلى إعادة التفكير في النسيج الحضري لهذه المدن الساحلية، حيث غالبا ما يجرى التقليل من أهمية عامل التطرف المناخي المائي.

وأوصت الدراسة بإنشاء مساحات خضراء للسيطرة على تآكل التربة، إذ لا يزال تنفيذ مثل هذه السياسات في ظل عدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي الحالي والافتقار إلى الوعي العام بالمخاطر المناخية يشكل تحديا.

وأشارت إلى تسجيل خمسة فيضانات مفاجئة في وادي درنة مدى السنوات الثمانين الماضية، حدثت في أكتوبر العام 1942، وأكتوبر العام 1959، وأكتوبر العام 1968، ونوفمبر العام 1986، وسبتمبر العام 2011، وذلك قبل كارثة عاصفة 

دانيال. 

وأشارت إلى أنه لم يكن هناك أي تآكل ساحلي كبير في الساحل الشرقي خلال الفترة بين العامين 1984 و2016، مع بعض الاستثناءات، بما في ذلك انحدار قدره 3.2 متر سنويا.

ويشهد حوض شرق البحر الأبيض المتوسط نشاطاً متزايداً للعواصف يؤثر على المناطق الساحلية الحضرية المكتظة بالسكان، التي لم تكن تاريخياً عرضة للفيضانات الكارثية، 

ووصل إعصار دانيال إلى الساحل الشمالي الشرقي لليبيا في ساعات متأخرة من ليل العاشر من سبتمبر 2023، مع رياح شديدة بلغت سرعتها 120 كيلومترا في الساعة، وخلال الساعات الأولى من اليوم التالي. 

ووصلت العاصفة إلى ذروتها خلال تأثيرها على درنة ومناطق واسعة في الجبل الأخضر، وتسببت في فيضانات جرفت أحياء بأكملها ودمرت مدارس وأسواقًا وبنايات تحتية عامة، مؤدية في طريقها إلى مقتل الآلاف واختفاء ونزوح آلاف أخرى.