صراع واغتيالات وترويع للمدنيين.. متى تقضي ليبيا على الميليشيات المسلحة؟

0
230

شهدت الآونة الأخيرة صراعات متصاعدة بين الميليشيات في غرب ليبيا، وصلت حد تنفيذ عمليات اغتيال ضد شخصيات، أبرزهم ضد آمر الأكاديمية البحرية عبدالرحمن ميلاد البيدجا، مما يعكس حالة الفوضى الأمنية والسياسية التي تعيشها البلاد.

مدينة الزاوية، التي تعد من أبرز بؤر هذا الصراع، شهدت تصاعداً في التوترات بعد محاولة اغتيال معمر الضاوي، قائد الكتيبة 55 مشاة، أثناء تقديمه العزاء في “البيدجا”، والذي قُتل مؤخرًا في عملية اغتيال غرب طرابلس.


وأشعلت عملية اغتيال “البيدجا” إمبراطور تهريب البشر والوقود، موجة من الصراعات بين الميليشيات المتنازعة على النفوذ في مدينة الزاوية، خاصةً مع توقيف محمد بحرون، الملقب بـ”الفار”، آمر فرقة الإسناد الأولى.

ويتزعم بحرون مليشيا “الفار”، وهي مجموعة مسلحة ناشطة في مدينة الزاوية غرب العاصمة طرابلس، كما يقود فرقة “الإسناد الأمني الأولى” التابعة لوزارة الداخلية، وهو من بين الشخصيات النافذة والشهيرة في الغرب الليبي، والمتهمة بارتكاب جرائم ترتبط بزعزعة الأمن والاستقرار، والمشاركة في مواجهات مسلحة لإشاعة الفوضى.

وأدى هذا الإجراء القضائي إلى تصاعد التوترات بين الميليشيات الموالية للبيدجا والمجموعات المرتبطة بالفار، مما ينذر بمزيد من المواجهات المسلحة، في ظل التداخل بين الأجهزة الأمنية الرسمية والميليشيات التي تتخذ من المدن الغربية مسرحاً لنفوذها.

ومع تصاعد التحقيقات في قضية اغتيال “البيدجا” وتورط شخصيات ذات نفوذ قوي مثل بحرون، من المتوقع أن يستمر التوتر الأمني في التصاعد، ما لم تتخذ السلطات الليبية خطوات حاسمة للحد من نفوذ الميليشيات وفرض سيادة القانون في المناطق المتنازع عليها.

والسبت، أعلنت النيابة العامة، حبس آمر فرقة الإسناد الأولى محمد بحرون الملقب بـ”الفار”، وأحد معاونيه في واقعة مقتل آمر معسكر الأكاديمية البحرية، حيث أرسل مأمور الضبط القضائي أوراق إثبات الإجراءات الأولية المتخذة حيال واقعة قتل المجني عليه عبدالرحمن سالم ميلاد.

واستجوب نائب النيابة آمر فرقة الإسناد الأولى محمد بحرون وأحد معاونيه، وواجهمها بالأدلة التي تثبت ضلوعهما في ارتكاب الواقعة، وبفراغ المحقق من تسجيل ردود المتهميْن انتهى إلى الأمر بحبسهما احتياطياً على ذمة التحقيق.

والخميس الماضي، قالت النيابة العامة، إن آمر فرقة الإسناد الأولى امتثل طوعاً لإجراءات التحقيق في مقتل بـ”البيدجا”، وجرى سماع أقواله، بعدها رصد ناشطون تجمّع فرقة مسلّحة من “الإسناد الأولى” بمدينة الزاوية، مباشرة بعد إعلان مكتب النائب العام عن حبس قائدها محمد بحرون.